رحب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأي مبادرة تقوم بها جامعة الدول العربية في حل الازمة اللبنانية الراهنة، واكد للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي الذي استقبله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، ان الاهتمام الذي تبديه الجامعة العربية حيال لبنان هو موضع تقدير، لان لبنان من مؤسسي الجامعة والحريصين على احترام ميثاقها وكل القرارات التي تصدر عنها والتعامل معها بإيجابية.
وشرح الرئيس عون للسفير زكي الأسباب التي حالت حتى الان دون تشكيل الحكومة والعراقيل التي وضعت في سبيلها، مؤكدا التزام لبنان تطبيق اتفاق الطائف الذي انبثق منه الدستور والذي يجب ان يكون محترما من الجميع، والعمل استنادا الى بنوده لاسيما في كل ما يتصل بإنشاء السلطات الدستورية وعملها وانحلالها.
واعتبر رئيس الجمهورية، ان “كل ما يقال خلاف ذلك او يوحي بأن اتفاق الطائف مهدد، هو كلام لا يستند الى الواقع وتروجه جهات معروفة ومعنية بالتأليف”، مذكرا بأن “رئيس الدولة هو الوحيد الذي يقسم اليمين على الدستور للمحافظة عليه”.
وكان الأمين العام المساعد السفير زكي، نقل الى الرئيس عون في مستهل اللقاء تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور احمد أبو الغيط وتمنياته بان يتوصل الافرقاء اللبنانيون الى حلول للازمات التي تعصف حاليا بلبنان، واضعا إمكانات الجامعة بتصرف أي خطوة تساعد على تسهيل الاتفاق بين الأطراف اللبنانيين في المجالات كافة.
وضم الوفد المرافق للسفير زكي، السفير عبد الرحمن الصلح ومديرة إدارة المشرق العربي في الجامعة لمى قاسم ومستشار الأمين العام جمال رشدي والمستشار في مكتب جامعة الدول العربية في بيروت الدكتور يوسف السبعاوي والديبلوماسي ناصر الهاجري.
وحضر عن الجانب اللبناني الوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارون رفيق شلالا وانطوان قسطنطين واسامة خشاب.
وبعد اللقاء ادلى السفير زكي بالتصريح الآتي: “تشرفت صباح اليوم بلقاء الرئيس ميشال عون ونقلت اليه تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط وحرصه على متابعة الوضع في لبنان، وهو وضع متأزم. فهناك أزمة سياسية وأزمة اقتصادية ضخمة، والازمتان متلازمتان، ولا يمكن حل الازمة الاقتصادية من دون الوصول الى مخرج وتسوية للأزمة السياسية. ومن هذا المنطلق عرضت على فخامة الرئيس استعداد الأمين العام للمساعدة في الاتصالات بين الأطراف الرئيسية في هذه الازمة إذا كان هناك داع للتدخل من الجامعة العربية، وحتى إذا كان الامر يتطلب ان يكون سقف الجامعة هو السقف المقبول من الجميع، فنحن حاضرون لذلك. وقد رحب الرئيس عون مشكورا بهذا الطرح، مؤكدا ان لا مشكلة لديه بذلك، وقد تفضل بموافقة ومباركة هذا الامر. وسوف تكون هناك اتصالات مع الأطراف السياسية لحلحلة الوضع السياسي “.
وأضاف: “كما جرى خلال اللقاء الاستفسار عن الكلام الذي كثر في الفترة الأخيرة حول اتفاق الطائف ومصيره، وعما إذا كان مهددا بشكل من الاشكال، فأكد الرئيس عون ان اتفاق الطائف غير مهدد وهو أساس الدستور اللبناني، وبالتالي هو لا يستشعر أي تهديد للاتفاق، فهناك دستور لبناني يجب ان يحترم من قبل جميع الأطراف”.