قبل أن تخمد رائحة نيترات الأمونيوم التي ملأت الأجواء اللبنانية في الرابع من آب، وقبل أن تصبح صورة الشهداء الذين سقطوا في انفجار المرفأ ضبابية ولو قليلاً في ذاكرة اللبنانيين، تداول الإعلام حديثاً أثار ذعر المواطنين من جديد، إذ أُشيرَ إلى وجود موادّ مشعّة نووية، “استُقدمت خلال الحرب الأهلية، وجُمعت في مركز الطاقة الذرّية على طريق مطار بيروت”. لتُشير معلومات بعد ذلك، إلى اتفاق مع شركة ألمانية على نقلها من لبنان، فما حقيقة الأمر؟
شرح مدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرّية – المجلس الوطني للبحوث العلمية، الدكتور بلال نصولي، لـ”النهار” تفاصيل الموضوع عن الموادّ المشعّة الموجودة فعلاً في مبنى الهيئة. لكنها، بخلاف ما يعتقد البعض، غير قابلة للانفجار ولا الاشتعال، وليست بالكميات التي يتخيّلها مَن لا يعلم عن الأمر إلّا قشرته. فهي، بحسب الجولة التي قامت بها “النهار” على المبنى، موضّبة في غرفتين تحت الأرض، داخل عبوات حديدية صغيرة وعبوات من الإسمنت المسلّح، وعددها محدود جدّاً. هكذا يعثر على الموادّ المشعّةبدأ نصولي حديثه بالإشارة إلى وجود عدّة أقسام من الموادّ المشعّة، وقال: “القسم المعنيّ الذي جرى التداول به مؤخراً، فيه موادّ يُطلق عليها مصادر مشعّة يتيمة، أي إننا نعثر على موادّ مشعّة في مكان غير خاضع للتحكم الرقابي، وهي التي لا يُعرَف مصدرها. مثلاً، قبل سنتين عُثر على مادّة مشعّة على الطريق في منطقة الأوزاعي. مع العلم أنّ 90 في المئة من الموادّ المشعّة تُضبط على المعابر الحدودية، ضمن الركام المعدني (الخردة) المعدّ للتصدير من لبنان إلى الخارج”. لكن من أين تأتي الموادّ المشعّة في الخردة؟ عن ذلك أجاب: “في الحروب قد يُقصف مستشفى أو مصنع. يشتري التجّار الحديد كخردة، ومن الممكن أن يحتوي على موادّ مشعّة”.
المصدر: النهار