حمل لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة أمس أهميّةً كبيرة، لا بسبب قراراتٍ صدرت عنه، بل بسبب تحذيراتٍ وقراءة للواقع المالي جاءت على لسان سلامة.
يُختصر كلام الحاكم في اللقاء بعبارة “ما فينا نكمّل هيك”. والـ “هيك” تعني بلا حكومة وفي ظلّ حصارٍ دولي واستهلاكٍ للاحتياط المالي وغيابٍ لأيّ خطوة إصلاحيّة، خصوصاً أنّ الاستقرار المالي الذي كان سلامة يتباهى به تمّ إسقاطه بسبب تعرّض لبنان للحصار.
وجاء كلام سلامة، على طريقة “قرع جرس الإنذار”، “لأنّ مصرف لبنان لم يعد باستطاعته أن يتحمّل، لوحده، عبء الضغوط الناتجة عن فشل السلطة الحاكمة في إدارة شؤون البلد ولا عجزها، أو رفضها، عن تشكيل حكومة، ولا تأمين بدائل عن استنزاف أموال الخزينة من أجل الدعم، بينما السلطة السياسيّة تتفرّج على هذا المشهد من دون ابتكار أيّ حلّ”.
وتشير المعلومات الى أنّ كلام سلامة كان تحذيريّاً، على طريقة “اللهم إنّي بلّغت”، خصوصاً أنّ قدرة مصرف لبنان على الصمود في وجه الانهيار الحاصل لم تعد كبيرة.