خبير باكستاني لـ”العربي المستقل:الوضع يسوء…والتصعيد قد يشعل حرباً نووية!

ميسم بوتاري_”العربي المستقل

تشهد منطقة جنوب آسيا واحدة من أخطر موجات التصعيد العسكري بين الهند وباكستان منذ عقود، وذلك بعد الضربات الجوية والصاروخية المتبادلة، والتراشق والاتهامات والتحذيرات من انزلاق نحو مواجهة شاملة قد تتخذ طابعًا نوويًا.

نقطة الانفجار: هجوم فاهالغام
في 22 أبريل، وقع هجوم دموي في منطقة فاهالغام بكشمير، أدى إلى مقتل 26 مدنيًا هنديًا. حمّلت نيودلهي جماعات مسلحة يُزعم أنها مدعومة من باكستان مسؤولية التفجير، وهو ما نفته إسلام آباد بشدة، مطالبةً بتحقيق مستقل وعادل، ومؤكدة أنّ لا علاقة لها بما جرى.


الهجمات الهندية: قصف ومعارك جوية
في تطور سريع، شنت الهند في 7 مايو “عملية سيندور”، مستخدمة طائرات رافال وصواريخ دقيقة لضرب ما وصفته بـ”معسكرات إرهابية” داخل الأراضي الباكستانية، لاسيما في إقليم البنجاب ومنطقة كشمير الباكستانية.
الخبير في العلاقات الدولية من باكستان عبد البصير كاسي قال في تصريح خاص لـ”العربي المستقل”: “للأسف الوضع الحالي يسوء شيئًا فشيئًا، لأنّ الهند تلجأ إلى مزيد من التصعيد، فيما باكستان تحاول ضبط النفس. الهند قصفت المدنيين والأبرياء داخل حدود باكستان، وأرسلت صواريخ بعيدة المدى، تلتها غارات شنتها ثلاث طائرات من طراز رافال، وأسقطت كذلك طائرات استطلاع.”

رد باكستان: رسائل بالنار

جاء الرد الباكستاني في اليوم التالي عبر ضربات بطائرات بدون طيار وصواريخ استهدفت مواقع هندية، بما فيها مدينة أمريتسار. وأعلنت باكستان أنها أسقطت 25 طائرة استطلاع ه وهو رقم لم تؤكده مصادر مستقلة.
وأضاف كاسي أن الموقف الباكستاني واضح في الرد على “أي خرق للحدود والسيادة”، قائلاً: “كل دولة حين تُخرق حدودها من حقها الرد. الشعب الباكستاني والقيادة السياسية والجيش، جميعهم يد واحدة، ويجمعهم موقف موحد بأن الرد سيكون عنيفًا.”

تحذير من حرب نووية
وفي تصعيد خطير، صرّح وزير الدفاع الباكستاني أن “القنابل والصواريخ المحلية والمستوردة ليست للزينة”، ملمحًا إلى أن باكستان قد تستخدم كافة الوسائل بما فيها النووية للدفاع عن نفسها إذا استمر العدوان.
وأكد كاسي في حديثه لـ”العربي المستقل” أن هذا ليس مجرد خطاب تعبوي، بل تحذير فعلي من انزلاق الصراع إلى مواجهة عالمية، مشيرا الى انه “إذا أصرت الهند على التصعيد، فقد
نشهد حربًا نووية، وباكستان ستدافع عن نفسها بكل ما لديها من عتاد.”

مياه نهر السند: شريان حياة مهدد
ومن أبرز فصول الأزمة قرار الهند تعليق العمل باتفاقية مياه نهر السند، ما تسبب في انخفاض خطير لتدفق المياه نحو باكستان. ويرى كاسي أن هذا التصعيد يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الباكستاني “فالعالم يعلم أن هذه المياه هي شريان حياة لباكستان الزراعية. لن نقف مكتوفي الأيدي، وقد أعلنت باكستان صراحة أنها ستدمر أي سد تبنيه الهند داخل الأراضي المتنازع عليها.”

فرص التهدئة والوساطات الدولية
تشير بعض التقارير إلى محاولات وساطة تقودها إيران والولايات المتحدة ودول غربية، إلا أن نجاحها يبقى رهينًا بمدى التزام الهند بوقف التصعيد.
ويختم عبد البصير كاسي تصريحه بالتأكيد على التوجه الباكستاني نحو الحوار بشروط واضحة: “موقف باكستان داعم لكل جهود خفض التصعيد، لكنها في الوقت نفسه تطالب المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، بالضغط على الهند لاحترام حدودها والالتزام بالقانون الدولي، وإلا فعلى الهند تحمل مسؤولية نتائج تصرفاتها.”
ما تشهده الحدود الهندية-الباكستانية اليوم ليس مجرد أزمة عابرة، بل نقطة تحول خطيرة في العلاقة بين دولتين نوويتين. وبينما تدعو باكستان إلى الحوار المشروط بالاحترام المتبادل، يُصرّ صقور السياسة الهندية على التصعيد، وهو ما قد يدفع المنطقة والعالم إلى حافة الهاوية.