إبراهيم درويش – رئيس تحرير العربي المستقل
في حديث استبق العدوان الاسرائيلي على اليمن بدقائق، دار بيني وبين أحد الزملاء اليمنيين نقاش حول ما سيلجأ اليه الكيان من خيارات، ما بين استهداف مطار صنعاء، أو استهداف ميناء الحديدة، او استهداف الاثنين معا، بهدف تضييق الخناق على اليمنيين، وسد المنفذ الغذائي، ومحاولة قطع شريان الحياة عن صنعاء، ما يندرج في سياق استكمال ما حاولت الغارات الأميركية اليومية على اليمن تكريسه.
كان واضحا وضوح الشمس، حاجة الكيان الى تصدر المشهد بعد استهداف مطار بن غوريون، في ظل انعكاس الأمر على الرحلات، وعلى الصورة التي عمل الكيان بلا ضوابط على تكريسها وتظهيرها، وعلى الصورة التي يحتاجها رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو في الداخل الإسرائيلي.
على أهمية الاستهداف اليمني وآثاره، وما فتحه من مسار جديد للمواجهة، بدا واضحا أن الكيان ووسائل إعلام كثيرة تسبح في الفلك عينه، كانت تمهد الارضية، لخطوة اسرائيلية وحشية، اثبتت السنتان الاخيرتان ان الوحش المتفلت، لا يحتاج الى الكثير من الجهد، لتبريرها، او تبرير أي ارتكاب او فعل مهما كان هدفه، أو أدواته.
لم يتأخر الجواب، ولم يكن في الأمر مصادفة، أن أطلق الجيش الاسرائيلي اسم “عملية مدينة الموانئ” على العدوان على اليمن، ليكون المشهد قد اكتمل، حول الحروب الناشبة على عدد من موانئ المنطقة، وربما يجيب على الكثير من تساؤلات الذين يتعاطون مع الفعل أو ردود الفعل بعيدا من السياقات، حول الإحتماليات البديهية المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت، وربما يفتح باب التساؤلات بشكل اوسع حول ما حصل في ميناء الشهيد رجائي في طهران، والأسباب التي جعلت المعارك السابقة في الحديدة، معارك استراتيجية، وهو أيضا قد يحمل أجوبة شافية، حول الصراع الخفي على الموانئ في ليبيا، بما يجعل من السذاجة، عدم ربط هذا المسار، بتعبيد الطريق للممر الهندي بدءا من ممر موندرا حتى ميناء حيفا.
وفي سياق غير بعيد، بات واضحا، أن زيارة الرئيس دونالد ترمب الى المنطقة، هي بهدف هندسة المشروع الأميركي، وترتيب المنطقة، قبل صرف الاهتمام الأكبر الى الحرب الاقتصادية مع الصين، الأمر الذي استُبق بسقوف مرتفعة، وتلويحات، وتهديدات، ونيران ملتهبة لإنضاج الملفات في المنطقة، من بوابة التفاوض بالنار، وتحت سوط الأمر الواقع، وهو ما قد يضع المنطقة على شفا مسارين، اما التوصل الى توليفة، تقي المنطقة شر الانفجار، واما قد يطلق ترامب بعد زيارته العنان، لجولة جنون جديدة، وجولة جديدة من النيران، علها تساهم في انضاج الطبخة الأميركية في المنطقة، وهو ما يفسر، تزايد الحديث عن حرب موسعة على غزة، وما سربته وسائل إعلام أميركية، حول أن كيان الاحتلال سيتحضر لما بعد زيارة ترامب الى المنطقة لبدءجولة جديدة من العدوان البحري والبري والجوي، فضلا عن تحديد الليلة موعدا لبدء هدم مبان في الضفة، يتخطى عددها المئة مبنى، بحسب ما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، من دون ان يعني ذلك، ان الأيام التي ستسبق زيارة ترامب، لن تحمل معها، الكثير من اللعب، على حافة الانفجار.