الاعلام الإسرائلي: 48 ساعة لبدء الحرب على الشمال… فهل اتخذ القرار؟

إبراهيم درويش- العربي  المستقل

نقل عن الاعلام الاسرائلي بأن “التصعيد في الشمال كحد أقصى خلال الـ48 ساعة القادمة سنكون قد دخلنا الحرب”

 وقبل التعاطي مع الخبرمن زاوية خبرية مهنية، ام من زاوية تحليلية ، لا بد من الإشارة الى اننا في صلب معركة دعائية، تستخدم فيها الدعاية السوداء ( بلا مصدر) وتهدف الى توهين العدو وجمهوره، وإضعاف جبهته، ورفع معنويات الجنود الاسرائيليين.

وبالتالي، فهذه ليست المرة الاولى، التي يتحدث فيها إعلام العدو، عن توسعة للحرب على الشمال، وبطبيعة الحال لا بد من الإشارة الى انه ومنذ  اليوم الاول لطوفان الاقصى، كان لبنان  على موعد مع شتى أنواع التهويلات، وما حمله رسل الترغيب والترهيب، فضلا عن تحديد مهل زمانية لبدء عملية عسكرية في لبنان، وليس آخرها، ما اضطر رئيس الحكومة اللبناني نجيب  ميقاتي الى نفيه، حول موعد بريطاني لبدء الحرب على لبنان. وما أخطه هنا، ليس نفيا تاما لاحتمال حصول حرب وتدحرج الامور، في ظل ميدان مشتعل، وفي ظل مشروعين متوازيين، الا ان الكثير من العوامل، تجعل خيار توسعة الحرب، اشبه بقيام العدو باطلاق النار على قدميه، لكي لا نذهب بعيدا  ونقول الانتحار،  في ظل ما يقوم به حزب الله على الجبهة الشمالية، من تدرج بالاعمال العسكرية، وقدرته على ترويض المعركة، وإخفاء الأوراق التي يملكها ويحتفظ بها، وهذا ما أجبر   رئيس وزراء كيان الاحتلال نتنياهو الى زيارة الجبهة الشمالية لثلاث مرات في غضون اسبوع، وزيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي اسحاق هرتسوغ للجبهة، فضلا عن العمل الرصدي الاستخباراتي الذي اظهر حزب الله تقدما وتميزا حياله، مع تكرار التأكيد على عدم نجاح الجيش الاسرائيلي في حسم المعركة في قطاع غزة حتى تاريخه، والإرهاق الذي يحيط بجيشه، في ظل الحرب الدائرة والمتواصلة.

و في هذا السياق، لا بد من  الاشارة، الى حجم الضغوطات التي تلقي بظلالها على القيادتين الأميركية والاسرائيلية، ارتكازا الى  الواقع الجديد، الذي تفرضه جبهات الإسناد، التي باتت تعمل ضمن رؤية، وتكتيك واستراتيجية،  وتضغط بشكل كبير على خيارات التطويع الاميركية الإسرائيلية وإعادة التاريخ الى ما قبل السابع من اكتوبر، وهذه الاشارة الاسرائيلية حول بدء الحرب، يفرغها من مضمونها، ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت عن عضو مجلس الحرب بني غانتس “لن نتوانى عن استخدام القوة إذا لم ينجح الحل السياسي في إزالة التهديد لبلدات الشمال”.

 وهذا يترجم، السعي الاسرائيلي الى تجنب تدهور الامور على هذه الجبهة، وتجنب الدخول في منازلة مباشرة ومكشوفة مع حزب الله، لن يستطيع بعدها، في افضل أحواله، وفي اسوأ أحوال المقاومة، تغيير الواقع القائم، في ظل الاستنزاف الكبير الذي يتعرض له في الشمال، وما سيلحق بمدنه التي حاول جعلها آمنة، لاحتضان الفارين من مستوطنات الشمال، في ظل تدحرج كرة المواقف الدولية، والشعبية لا سيما داخل الولايات المتحدة والدول الاوروبية رفضا للاجرام المتواصل بحق الابرياء في قطاع غزة، والصورة الذي وسمت الجيش الاسرائيلي، بأنه جيش غير إحترافي، يحتاج الى كل هذا القتل والدمار، ويعجز في النهاية عن تحقيق أهدافه.

اذا  وحتى هذه اللحظة، يمكن التيقن ان لا قرار اسرائيليا، بالتوسعة على هذه الجبهة، واللعبة لا زالت ضمن قواعد الاشتباك المطاطية، تتسع وتضيق وفقى لمتضى الميدان، وأن اي خطة للتوسعة، يدرك الكيان والولايات المتحدة انها لا يمكن ان تبقى محصورة بالجغرافيا اللبنانية، وان المنطقة بأسرها، ستكون ذات موجه مختلف تماما، وهذا ما يدركه حزب الله، ويواصل الضرب تحت الحزام، بما يستكمل هز أعمدة الهيكل، التي تؤشر التحولات الى قدرتها على حمل كل هذا الثقل، في حال استمر هذا الاستنزاف، ام في حال حاول العدو الهروب، بمحاولة هدم المعبد فوق رؤوس الجميع.