بعد نتنياهو… حزب الله يستدرج الرئيس الاسرائيلي الى الشمال

 ابراهيم  درويش- العربي المستقل

تتقلص مساحة الخيارات على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، في ظل عجز كيان الإحتلال الاسرائيلي، عن إيجاد، مخارج لهذه الحرب الدائرة على تلك الحدود، وفقا لقواعد، نجح حزب الله في رسمها من اليوم الثاني لطوفان الأقصى، بقرار معركة، اتخذه ولا يملك الكيان القدرة على الإمساك بقرار إنهائها أو التحكّم بمساراتها.

 بعيدا، من الحملتين الإعلامية والدعائية، وما يرصد لها من اعتمادات، لمحاولة التبسيط من حجم المتغيّرات على الساحة الشمالية، وما ترفدها من محاولات، ومساع حزبيّة، وفرديّة، لتفريغ الواقع الذي نجحت المقاومة في فرضه، ضاقت قدرة الاستيعاب الاسرائيلية لهذا الواقع الجديد، الذي نفد من أسلاك التعتيم الاعلامي الاسرائيلي، والقيود المفروضة على أخبار تلك الجبهة الا بما “سمح نشره”، وبالتالي ليس مغالاة، ولا خروجا عن الواقعيةّ، المهنية القول، ان المقاومة نجحت في احتلال الشمال الفلسطيني، او بالأحرى، هي قد نجحت في تحرير الشمال، الواقع تحت سيطرة نيرانها الشمالية، بعد أن افرُغ من مستوطنيه، في مشهد، يعيد الذاكرة، الى عامي 2000 و 2006، واندحار الجيش الاسرائيلي، تحت وطأة ضربات المقاومة، وعملياتها الموجعة.

ومن هنا، وانطلاقا من التصريحات الاسرائيلية المتتالية، حول الوضع الصعب على الجبهة الشمالية، التي ليس آخرها اعلان هيئة البث الاسرائيلية تضرر أكثر 930 مبنى في المستوطنات البعيدة 9 كلم من حدود لبنان، وما نقلته صحيفة معاريف عن رئيس بلدية مرغليوت بالجليل الأعلى عن قرار بقطع الاتصال مع الحكومة الإسرائيلية وإخراج كافة جنود الجيش من البلدة، جاءت زيارتي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الى الشمال، في غضون اسبوع ( الثانية أمس) وزيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، لمستوطنة المطلة المخلاة، ملتقيا ضباط الجيش الإسرائيلي، بالقرب من الحدود اللبنانية، ووعودهما، بعودة الهدوء الى هذه الجبهة، من دون تحديد جدول زمني لهذه العودة، أو التلميح والاشارة الى وجود خطة ورؤية اسرائيلية، تكفل العودة الآمنة قريبا، الا مؤشرا على جرعة الانعاش، التي تحتاجها هذه الجبهة على عجل، من عناصر عسكرية، وهيئات، ومستوطنين اضطروا الى ترك ارض احتلوها على اعتبار انها ستكون آمنة، وبعيدة عن اي خطر، فاذ بها اليوم تتحول الى ساحة قتال شرس، وهدفا  لصواريخ واسلحة المقاومة” بما يتناسب ويقتضيه الميدان”، فضلا عن الهاجس القائم، والذي لا يغيب عن الاعلام الاسرائيلي، وقراءة المحللين، من تكرار السابع من اكتوبر، انما هذه المرة من الاراضي اللبنانية.