لماذا تزايد الحديث الغربي عن خلاف أميركي-اسرائيلي؟

إبراهيم درويش- رئيس تحرير العربي المستقل

تتزايد المواقف الاميركية السلبية مما يوصف بالممارسات الاسرائيلية في قطاع غزة، وهذا ما بدا فاقعا ومباشرا في حديث الرئيس الاميركي جو بايدن الذي أشار الى أن “الحكومة الإسرائيلية الحالية هي الحكومة الاكثر تطرفا في الكيان”، ودعا “رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الى تغيير حكومته، بعد ان باتت تل أبيب تفقد دعم المجتمع الدولي، نتيجة للقصف العشوائي في غزة”.

مواقف بنى عليها البعض، متحدثين عن خلاف أميركي-اسرائيلي، فيما تحدث آخرون عن ضغط اميركي على نتنياهو، وآخرون ذهبوا بعيدا في الحديث عن عدم الرضا الاميركي على ممارسات حكومة بنيامين نتنياهو، وهؤلاء ينقسمون الى معسكرين.

– معسكر، يجدُ الدعاية، والتكرار والترويج بابا سهلا الى آذانهم، ومقاربتهم، ولا سيّما عندما ترتبط بأصحاب النفوذ والقرار.

– معسكر له مصلحة في تبنّي الرواية الأميركية والترويج لها، وتقديمها، على أنها الرواية الرسمية، التي لا تحتاج الى تدقيق، او تفنيد. وهؤلاء ايضا ينقسمون الى فئتين:

– الاولى، لها مصلحة، في دعم رواية الطرف الذي تجد فيه راعيا لمشاريعها، أو طموحاتها، او يضعف مشاريع خصمها، او من تعتبره عدوا، او معرقلاً لمشاريعها.

– الثانية، هي بدور وظيفي، تؤدي مهامها، في الترويج للرواية الاميركية الغربية بحذافيرها، من دون أي إقحامات، انما مع مراعاة ما يستلزم الامر من تلوين، ليتناسب، مع قوالب وسائل الاعلام، او القوالب التي اختارها هؤلاء لمحتواهم، ضمن الهوامش الضيقة المرسومة.

وبعيدا من التقسيمات، والأدوار والعواطف المتحكمة، بالمواد المقدمة، لا يمكن لاحد اليوم، ان يقفز فوق القدرة الاميركية على إدارة النظام العالمي القائم منذ الحرب العالمية الثانية، والتي تسعى بكل ما أوتيت من قوة، الى تجنيبه اي تعديلات، استنادا الى المتغيرات في التحالفات أو موازين القوى، وهذا ما يفسّر الإدارة الاميركية المباشرة للحرب على غزة، وزيارة بايدن المستعجلة الى الكيان، والأساطيل التي تحرّكت الى المتوسّط، فضلا عن جسر الإمداد، والاطر التي لا زالت الولايات المتحدة تحاول فرضها للحرب على القطاع، ومنع تمددها، وهذا ما يسقط اي حسابات، في ان يكون الموقف الاميركي، نابع من محاولة ضغط على نتنياهو، او يعكس خلافا اسرئيليا- اميركيا، يمكن ان يفضى الى تخلي الراعي عن هذا الكيان الوظيفي أقله في “الوقت الحالي”، انما يمكن أن يحملنا الى مقاربة تطورات هذه المواقف، من زاوية الانتخابات الاميركية، وحاجة بايدن الى عدم حمل وزر بشاعة ما ارتكب في قطاع غزة الى صناديق الاقتراع، وهو ما سيعزز فرضية، ان يحمل نتنياهو وحكومته المتطرفة، وزر كل الارتكابات في القطاع، مع محاولات حثيثة لغسل يد الكيان كمشروع ممما ارتكب ” معتوه متطرف دموي” بردة فعل على تهديد لوجود اسرائيلي، وهو ما يسعى ايضا الى محاولة غسل اليد الادارة الاميركية من استهدافات المدنيين في القطاع، وهو ما عبّرت عنه تصريحات اسرائيلية عدة، في تصريحات محتلفة، في ظل كرة المواقف الدولية المتدحرجة، والتي باتت عاجزة، عن ايجاد التبريرات الكافية، لاستهداف المدنيين، والاطفال والمشافي، تحت مرأى العالم، فتكون ورقة نتنياهو ، جزءا من تغيير الأدوات، لا المشروع.