كتب د محمد علي صعب
هاري ماك غواير، عندما تبرز معادن الرجال!
امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي والصحف الرياضية بأخبار الفتى الإنجليزي ( قلبًا وقالبًا)، منها من يسخر من مستواه المتراجع، ومنها من يصل بالحديث عنه إلى حد التنمر على سعره في سوق الانتقالات، والعديد منهم تعدوا مرحلة النقد وانتقلوا إلى مرحلة التأثير على الصحة النفسية لهاري!
لم نلمس أي ردة فعل قاسية من مك غواير بل على العكس استفاد من المرحلة السوداء وعمل بصمت وجهد، وقاوم بكل الطرق ليستعيد ثقته الرياضية فوق أرض الميدان، وساعده في ذلك المدير الفني للمنتخب الإنجليزي “ساوث غيت” حين أكمل إيمانه بقرار عدم وضع هاري على دكة البدلاء، بل منحه شارة قيادة النجوم في أكثر من مناسبة.
وكما العالم الإعلامي بعض زملاء ماك غواير لم يلتفتوا لحالة هاري النفسية بل وجهوا له اللوم مباشرة على الهواء أمام أعين الملايين وخلال الكثير من المباريات. أحد أولئك الزملاء هو الوافد الجديد حارس المرمى أونانا، ولأن الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، تبدلت أحوال أونانا وتراجع مستواه إلى أن أصبح السبب الرئيس في هدر النقاط المهمة لنادي مانسشتر وآخرها نقاط التأهل لدور ال ١٦ من دوري أبطال أوروبا.
وفي إحدى ليالي اسطنبول الباردة جدا، والماطرة حد الطوفان اخطأ أونانا أمام زيّاش ومع ذلك الخطأ ذهبت أحلام اليونايتد بالتأهل للدور الثاني أدراج الرياح. الخطأ ليس بالأمر الغريب لكن موقف وتصرف ماك غواير هما اللذان صنعا الفارق حين توجه هاري إلى أونانا حضنه وسنده في هذه اللحظات الصعبة وحال لسانه يقول: لن أفعل كما فعلت سابقا، ولن أرقص فوق أخطاء زملاء الفريق…
وهنا تبرز معادن الرجال!