دقّت ساعة الصفر!

فاطمة الدر _ العربي المستقل

الغرب قام فما كنّا وكانوا ولنصرة عدونا همّوا فهنّا وما هانوا… ونحن الأمّة العربية التي تباهت بقيمها قولًا لا فعلًا مع فلسطين، ف لكِ اللهُ يا غزة وضميرٌ عربيٌّ لم تيقظه صرخات أطفالك بعد، وأمّةٌ إسلامية لا بدّ لها أن تستفيق وتقتضي بإسلام نبيّها.

اليوم بات العالم وبصريح العبارة وعزم يقول حيّ على إبادة ما تبقى من غزة فالولايات المتحدة أعلنت أمس بلسان رئيسها جو بايدن دعمها للإرهاب والإبادة ووقوفها إلى جانب اسرائيل في قصفها المتواصل على قطاع غزة مهددة أي تدخل خارجي لنصرة فلسطين فالقوة العظمى في العالم فتكت بالمبادئ والقيم والجمعيات والمؤسسات وكل ما يدّعي دفاعه عن حقوق الإنسان فالحقوق تُحرَّف كما الكتب والقوانين لا تسري على الجميع والألسن تنعق بما لا تسمع وصمٌّ بكمٌ عميٌ حين تقتضي مصلحتهم ذلك، فعن أيّ سلام تتحدثون وأنتم تنشرون صورًا لشهداء فلسطين جهلًا منكم أنّ هذا ما اقترفته إسرائيل لا العكس.

أمّا فرنسا التي أشبعتنا إدعاءات بالحضارة والمساواة لم تفشل في كل مرة إثبات عكس ذلك وهي ذلك القاع الذي يجرّم من يمارس إنسانيته أو يعبر عن آرائه خلف ستار تحيكه كما شاءت.

بعيدًا عن كل فوهاتها أكد وزير عدلها أن إظهار أي دعم لحماس؛ أي وبمعنى أوضح ” من يتعاطف مع غزة” لكنّه أراد تجميله والاختباء وراء تصنيف حماس على أنها منظمة ارهابية؛ يندرج تحت تهمة الارهاب وسيقابل بالسجن لمدة 5 سنوات.

وعن المستشار الألماني فلم يرى شيئاً ممّا سبق كلّ ما يخيفه هو تدخل “حزب الله” فعن أي عالم تتحدثون! عالم لم يكتفِ بالجرائم دون أن يدعمها
وعن وزير دفاع ألماني يعلن مُقِرّاً الموافقة على طلب إسرائيل باستخدام طائرة مسيرة تمتلكها ألمانيا لتزيد المشهد الدموي.
لم ولن يقف الحال هنا والآراء بين مؤيد ومعارض تتضارب لكنّ المناصرين لفلسطين لم يحركوا سوى ألسنتهم ومواقعهم حتى الساعة وهذا هو الفارق الشاسع الوحيد.

انقسم العالم السياسي قسمين لأجلك يا غزة، قسم أعلن موتك وآخر أغمض عينيه.. لكن وعد الله حق فما كانوا وكنتِ وهم هانوا وأهانوا وأنتِ عند الله ما هُنتِ، والعيون لن تبقى مغلقة وضمائر العرب باتت تنادي قادتها علّهم يتجردون من ثوب الخضوع والخوف الغربي والأميركي.

فلنبدأ نحن أفراداً ربّما تمتثل الجماعات بنا ولننزل كبارًا وصغارًا، رجالاً ونساءً وأطفالًا إلى الشارع أين ما كنّا ونتخذ فلسطين بوصلة لنا لنثبت للعالم أن فلسطين عربية وبيت الفلسطيني للفلسطيني وإن حرّفوا التاريخ والكتب والمعالم لن يحرِّفوا وعد الله وصدق الله وعده فكان حقّاً، فهلّموا لنصرة فلسطين وإن بدأ الأمر بمسيرة..