من لم يقرأ التاريخ لن يفهم روابط الجغرافيا… فرص واحتمالات اتّساع رقعة الحرب!

 إبراهيم درويش- العربي المستقل

لا جديد في نهج كيان الاحتلال الدموي، وما هو متوقع سيحصل، حيث سيعمد جيشه الى ارتكاب أكبر كمّ  من المجازر والتدمير، وقتل الأبرياء والآمنين في منازلهم، لمحاولة تلميع صورة جيشه داخليا وخارجيا.

حجم الدمار سيكون  كبيرا، وسيرتفع  بكل أسف عدد الشهداء الفلسطينيين، لكن أخطر ما قد تحمله المرحلة، هو الاعلان الاسرائيلي الصريح، عن تنفيذ إبادة جماعية بحق أبناء غزة، وتحويلهم مجرد أرقام في عدّادات الصحف ووسائل الاعلام.

لكن ما لم يندرج في حسابات الكيان، أن من خطط ودبر ونفّذ هذه العملية البطولية، وضع في حساباته أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن ينتهجها العدو، الذي لم تسقط عنه، صفة الاجرام يوما، وبالتالي، فإن التوقيت المختار لطوفان الاقصى، أخذ بعين الاعتبار، كل تبعات هذه العملية، والوضع الداخلي المهزوز للكيان، فضلا عن إنعكاسات التطورات الدولية، والأوضاع في المنطقة، ووفقا لتأكيدات مصادر المقاومة الفلسطينية، فان هذه المعركة ستكون مختلفة عن سابقاتها، وأن في جعبة المقاتلين الكثير من المفاجآت، التي سيتفاجأ بها الكيان،  وستفرض عليه، أن يستجيب للمتغيّرات الميدانية، وهذا ما يعيد الى أذهانه، السنوات الاخيرة لإحتلاله جنوب لبنان، حيث تحوّل الابقاء على الاحتلال استنزافا للكيان ولجنوده.

لا شكّ أنّ المرحلة، دخلت منعطفا شديد الخطورة، وأيضا لم يعد خافيا، ان كل جبهات القتال، في الدول المعنيّة بالصراع مع كيان الاحتلال، على أهبّة الاستعداد، لتحدرجات الامور، وفق مقتضيات المرحلة، واستنادا الى التقديرات العسكرية.

معادلة هامة، ترخي بظلالها على المعركة، هي أنّ “ليس لدى الشعب الفلسطيني، ولا لقطاع غزة الكثير ليخسروه، في ظل  الحصار الاسرائيلي المتواصل على القطاع، والسجّل الاجرامي الحافل للكيان على أرضهم المغتصبة، بل لدى الكيان الكثير ليربحه، وهو الصراع للبقاء، في ظل تقهقر دوره الوظيفي وعجزه عن تثبيت أمنه واستقراره في الأراضي المحتلة، بعد أن كان مناطاً به تنفيذ ورعاية، المشاريع الأميركية الغربيّة في هذه المنطقة.

هو زمن التحولات الدولية، ومن يعتقد أن حفظ الامن الوطني والقومي، يدار بطأطأة الرأس والتعامي عن مسارات التحولات الدولية، بما يكتنفها من مصالح ومطامع، واستعمارات، وسرقة ثروات،  لم يقرأ في التاريخ ولا يفقه في الجغرافيا، في ظل الصراع الوجودي مع كيان،في بروتوكول نشأته بسط نفوذه بين النيل والفرات، فعندما تبدأ لعبة الامم، يدفع الضعيف الفاتورة الاكبر، بمعزل عن  قراره ورغباته وجنوحه الى السلم، وله في ما حصل في اوكرانيا خير مثال، على هندسات اللعبة الدولية، يوم وجد الشعب الاوكراني نفسه، جزءا من هذه المعركة، بين الولايات المتحدة وروسيا، من دون اي فائدة او قرار أوكراني بخوض غمار هذه الحرب، بالوكالة عن المشروع الاميركي.

عسكريا، سيتجنب كيان الاحتلال تحدرجات الامور، في ظرف هو  الاصعب عليه، في كنف لعنة العقد الثامن، التي ترخي بظلالها على “دولة اسرائيل” المزعومة بعد سقوط حلم “الدولتين” الاولى والثانية قبل اتمامهما اعوامهما الثمانين، لكن يبقى الامر مقترنا، بالكثير من العوامل افرد لها مساحة في مقالات اخرى، بدءا من الاستحقاق الانتخابي الاميركي، الى الحرب الدائرة على الاراضي الاوكرانية، وصولا الى الحصار على سوريا، وبطبيعة الحال، الأوضاع  داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة، وصراع البقاء بين اصحاب الارض ومغتصبيها.