حميه من دير المخلص: لبنان لم يمت بل يعاني فقط وميزته بتنوعه الطائفي والمذهبي

شدد وزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حميه على أن “لبنان لم يمت، بل يعاني فقط، وهو بدايتنا ونهايتنا، ونحن اليوم نقوم بمعالجته، وان شاء الله، سوف يعود بسواعد اللبنانيين جميعاً، وينهض من كبوته”.

أشاد الوزير حميه بـ “ميزة لبنان في التنوع الطائفي والمذهبي”، مؤكدا “انها مصدر غنى له، وبالتالي هذا الموضوع ليس على سبيل الشعارات فقط، بل هو في صلب أفعالنا وأعمالنا، فلبنان بحاجة إلى جميع مكوناته على مختلف مشاربهم السياسية، والانتماءات الطائفية والمذهبية، وقيامة لبنان هي بشعبه، وبمختلف أفكاره”، مؤكدا ان وطننا لبنان، هو الذي يجمعنا”.

كلام الوزير حميه جاء خلال زيارة إلى دير المخلص في جون – اقليم الخروب، التقى خلالها الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، ورئيس الدير الأب شارل ديب والأب مكاريوس هيدموس .

تخلل الزيارة جولة للوزير حميه في الدير، استهلت من الصالون التاريخي للرئاسة العامة للرهبنة المخلصية، حيث استمع الى شرح من الأرشمندريت ديب عن تاريخ الدير، الذي يعود تأسيسه الى عام 1711 م، ومن ثم زار كنيسة الدير وضريح الأب بشارة أبو مراد والمكتبة التاريخية، واستمع من الأب مكاريوس هيدموس، الى شرح مفصل عن المكتبة وما تحويه من كتب متعددة وقديمة، يعود عمرها الى 310 أعوام، وتضم 50 الف كتاب، بالاضافة الى  المخطوطات، والقواميس والموسوعات والاطروحات والدكتوراة والقواميس المتخصصة، وهي كتب متنوعة دينية ولاهوتية وفلسفية وعلمية وطبية وتاريخية وغيرها.وهي تعتبر قلب الدير الثقافي، ويبلغ عدد المخطوطات نحو 3000 مخطوط، يعود اقدمها الى القرن الثالث عشر، وتمتد حتى القرن العشرين، وغالبية النساخ هم من الرهبان المخلصيين. يوجد فيها أيضا مصحف كريم مخطوط من القرن السادس عشر، واول انجيل مطبوع في العالم باللغة العربية عام 1591 في روما، ومخطوط اسلامي خطه رائع ومزين بماء الدهب، عنوانه “الحصن الحصين” من كلام سيد المرسلين، وتاريخ التاليف 791 هجري  1390 ميلادي، وهو محمد بن الجزري في دمشق( تاريخ النسخ ايام السلطان ابو المظفر محي الدين محمد اعظم سلاطين الاسلام في الهند بداية القرن 17 ) .

كما تضم التحفة الشاهية في الاحكام الفلكية، الجزء الاول باللغة العربية لمؤلفه نجم الدين الاخلاطي عام 1760، والجزء الثاني بالتركية تأليف رئيس المنجمين في الاستانة في عهد السلطان احمد خان .  ولعل اندر ما تضمه المكتبة هو المخطوط الذي يعود الى القرن الرابع عشر، وهو سواعية اي كتاب صلاة بحسب الطقس البيزنطي، والغريب بالأمر انه باللغة السريانية وبالحرف السترونجيلي الذي استخدمه الملكيون في تلك القرون، وليس باللغتين اليونانية او العربية، وقد نسخ هذا المخطوط في عانا في البقاع .