ليس فيلًا على غصن شجرة، إنما مدفعًا على قمة.

العربي المستقل القسم الرياضي
كتب/ ريتشارد نجم

. ‏ليس فيلًا على غصن شجرة.. إنما مدفعًا على قمة .
يتربع أرسنال على عرش صدارة أقوى دوري في العالم، بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه؛ الحوت الأزرق، السيتي غوارديولا.
بعد بداية قوية من المتصدر كان الكلام السائد أنها صدارة مؤقتة، وسيسقطون كفيل عن غصن شجرة ، و مجرد مسألة وقت ويعود السيتي ليتزعم فرق الدوري الإنكليزي الممتاز . اصطدم أرسنال باليونايتد على ملعب أولد ترافورد و كانت الخسارة الأولى، مما عزز للبعض فكرة “الفيل” و انتظر الجميع تذبذب مستوى وثقة المدفعجية . كان الرد سريعًا بفوز جريء على ليفربول ليعود لإكمال النسق التصاعدي الذي هو عليه اليوم ليهزم توتنهام على أرضه و بين جماهيره في الوايت هارت لاين ، متفوقاً على ملك استقبال اللعب و الخروج من الضغط بمرتدات كالبرق، “انطونيو كونتي”.
و لعل أبرز و أهم ما يدفع الأرسنال لتقديم هذا المستوى هو الثبات على نفس العناصر والإيمان بأنهم قادرين على فرض أسلوبهم و شخصيتهم على منافسيهم أجمعين، والسبب الرئيس بكل ذلك يعود للجهاز الفني بكامل عناصره والذي يدقق بكل التفاصيل حتى أصغرها، و قدرتهم على زرع هذه الشخصية و الشغف للفوز في أذهان لاعبين بمعدل أعمار ٢٥ سنة فقط!
فنياً، “الغانرز” عاد لتشكيلته المفضلة والمحببة منذ أيام “البروفيسور” أرسن فينغر ، و هي ١ ٤ ٢ ٣ ١، و تبدأ برامسديل في حراسة المرمى، و خط دفاع مؤلف من بينجامين وايت على اليمين ، ساليبا وغابريال في مركز قلب الدفاع ، وزينتشينكو كظهير ايسر.
في الوسط تسند مهمة استقبال و قطع اللعب عن المنافسين وتحويلها إلى هجمات لصالح الأرسنال، الى “رئة” الفريق توماس بارتي ومهندس “البوكس تو بوكس” القائد تشاكا.
أمامهم الثلاثي المتألق ساكا ومارتينيلي، الأجنحة العصرية، المهارية ، التي من الممكن أن تكون فتاكة بل مفتاح لعب معظم هجمات فريق الأرسنال.
أما عن صنع اللعب فهنا لا يمكن أن تصرف النظر عن مدى روعة سحر، هدوء ، وذكاء الرائع مارتن أوديغارد .
في الهجوم ورغم غياب صفقة الموسم للأرسنال ، وهنا الحديث طبعًا عن غابرييل جيسوس، الذي يفتقده أرسنال أحياناً في بعد المباريات البدنية التي تحتاج أيضًا إلى لمسة ابداعية مثل مباراة نيوكاسل التي كان أرسنال يحتاج فيها لكي يترجم سيطرته على المنافس و تصبح بلغة الأهداف، إلا أن البديل الشاب إيدي نكيتيا يقوم بدور جيد جداً بتحركاته الذكية بين الخطوط، ويؤدي ما يطلبه منه مدرب الفريق، حيث نرى كمية الثقة التي مُنحت لهذا الشاب من مدربه .
هذه الأسماء في إنجلترا أصبحت مخيفة بل مرعبة لأي مدرب أو فريق. كل الفضل في ذلك يعود للعمل الجبار و الأفكار العبقرية للمستر ارتيتا حيث نرى بشكل واضح تأثّره بفكر غوارديلا و شخصيته كمدرب إلا أنه أضاف لها بعض التعديلات ويلعب بعدة أفكار و يقدم عدة حلول متنوعة للفريق على عكس المدربين الآخرين. ففي نفس المباراة و بأوقات محددة ممكن أن ترى الأرسنال يهاجم ب٨-٩ لاعبين مع لعب الدفاع المتقدم الذي يكون في وسط الملعب، كما أننا تأنرى اللاعبين في موقف آخر مجتمعين بتكتل قوي أمام الهجمات التي يستقبلها الفريق حسب أوقات وظروف المباراة . ( سنتطرق إلى طريقة اللعب بالتفصيل في مقال لاحق) .
الأهم من ذلك أن هذا الفريق بثّ الأمل في قلوب جماهيره من جديد وباتوا يحلمون بالفوز بالدوري لأول مرة منذ ١٨ عاماً.
مع بعض التدعيمات “المناسبة” قبل إغلاق باب الميركاتو الشتوي ، أرسنال قادر أن يذهب بعيدًا هذا العام في البريميرليج .
يسأل الجميع هل يستطيع أرسنال المواصلة بهذا النسق مع تراكم جدول المباريات في الدوري الإنجليزي دون أن ننسى مباريات الدوري الأوروبي و كأس الإتحاد؟
ربما الإجابة بين أقدام مدفع لندن وليس فيله…