وانتهى مشوار “أباظة”
“أباظة ” اللقلب الذي يحبه الرجل المشاكس أحمد زريق
تطورتْ كثيًرا أساليب التحضيرات البدنية، وعمليات الاستشفاء للاعبي كرة القدم في العقد الأخير، مما جعل فكرة استمرار اللاعبين في الملاعب حتى عمر الأربعين أمرًا مألوفًا في معشر كرة القدم.
لبنان ذلك البلد القابع في زاوية صمّاء من زوايا كرة القدم، يعاني العديد من لاعبيه الأمرّين مع اقترابهم من سن الاعتزال، فيسعى ذلك لتأمين مستقبله، إما بوظيفة تحفظ له ماء الوجه، أو باللجوء إلى معترك التدريب، والأمنية الأكبر هي السفر.
كثيرة هي الأسماء التي تركت معمعة كرة القدم في عز العطاء للتطرق للمستقبل “المشرق” بعيدا عن كرة القدم. على سبيل المثال لا الحصر.
لاني مهنا، حسن بيطار إلى آخرهم أحمد زريق.
هجَرَ حسن بيطار كرة القدم جسديا، لكنه قلبه بقي معلقا فيها، فمال إلى الكتابة والتحليل… وتطول القائمة.
ليلة البارحة تقدم نجم نادي العهد “السابق” أحمد زريق بورقة هجره لكرة القدم وهو في قمة البلوغ والنضج الكروي.
ربما يسأل بعض المتابعين والمحبين هل كان القرار دون أي خلفية كروية ” اختلاف وجهات النظر مع إدارة العهد الفنية والإدارية”؟
أم فعلًا يُعزى للأمور الحياتية؟
هنا تسكن الشياطين بعض التفاصيل! منذ عودة زريق من الاحتراف مع نادي الوحدات الأردني مرّ بالعديد من المطبات الكروية في نادي العهد، على صعيد اللعب كأساسي، وعلى صعيد الأهمية كقائد للفريق، وما شاكل… ربما إدارة العهد الفنية والإدارية كان لها رؤية مختلفة، وهو حق مشروع للجميع. هذه التفاصيل تحبط من عزم اللاعبين، فما بالك إذا كانت أفكار زريق مشوشة بين اللعب كأساسي، ومستقبل ولده علي وبقية العائلة.
هنا زريق بين المطرقة والسندان، بين عشقه للعهد، وبين مستقبل عائلته. وكان القرار كما يقُال ” العائلة تأتي أولا”.
شكَرَ أباظة نادي العهد بجميع مكنوناته وهو على يقين لولا العهد لما وصل زريق لما وصل إليه الآن، لكن ظروف البلد جعلت الخسارة تقع على الطرفين، العهد خسر ذلك الذي ذبح الملاعب والفرق والجماهير باحتفاله الشهير ” المعارض لقرار الإدارة” آن ذاك. لكن أباظة هو أباظة. ونحن الخاسر الأكبر” جماهيرة كرة القدم”