الحياة حلوة بلا سكر وبلا سكري!!!

فادي حسين عبيد_ العربي المستقل

يقرع مرض السكري ناقوس خطر قادم. يتفرع وتتداخل مضاعفاته في سائر أعضاء الجسد ويضرب بخبث على المدى البعيد إن لم يتم السيطرة عليه وترويضه، فيتسبب ب 3,7 مليون حالة وفاة سنوياً بحسب منظمة الصحة العالمية، ويعتبر سابع مسبِّبٍ للوفاة بحسب الجمعية الأميركية للسكري.

سنُعرِّف في هذا المقال بمرض السكري، وسنجيب عن أسئلة كثيرة تدور في ذهنك أيها القارئ العزيز حول أسبابه وتداعياته ومدى إمكانية التعايش معه.

ماهيَّة مرض السكري؟
هو مرضٌ مزمنٌ يحدثُ بفعلِ عدم قدرةِ الجسد على إفراز هرمون الإنسولين في البنكرياس، وهو أيضاً مزيجٌ من مقاومةِ الخلايا في الجسد لاستقبال الإنسولين أو إفرازه بشكلٍ غير كاف.

أنواعه:
– النوع الأول من السكري: يصابُ به المرضى من مختلف الأعمار – بخلاف ما هو شائع بأنَّ الأطفال فقط هم من يصابون به- ويعتمد مرضى هذا النوع على الإنسولين مدى حياتهم.

النوع الثاني: يشكل %95 تقريباً من مرضى السكري، وغالباً ما تلعب الوراثة دوراً بارزاً في الإصابة به، إضافة إلى السُّمنة ونمط عيش الأفراد.

النوع الثالث: سكري الحمل الذي يحدث للمرأة خلال فترة الحمل وعادة ينتهي بعد الولادة، ولكنه أحياناً يؤدي إلى مضاعفاتٍ خطيرةٍ للأم والطفل على حد سواء.

وتسلط الدراسات الحديثة الضوء على نوع رابعٍ من السكري، وهو قريب من النوع الأول ويسمى بالسكري المزاجي.

أساسيات التعامل مع مرض السكري:
بغض النظر عن القلق والإحباط الذي يصيب المريض بالسكري، إلا أنه ما يزال بإمكانك العيش أطول وبشكل صحي مع المرض إذا فهمته جيداً وتابعت العلاج والأنظمة الرياضية والغذائية. فاليوم يعيش الملايين من الأشخاص حول العالم مع هذا المرض غير القابل للشفاء، ولكنه قابلٌ ليكون صديقاً كأصدقاء هذا الزمن، فقد يغدر بك بشكل غير متوّقع، وقد يرعى حسن العشرة، وعلى أي حال الحذر معه واجب.

أعراضه:
تتشابه أعراض السكري فيما بينها، ولكنها أكثر حدة عادة في النوع الأول، فمريض السكري كثير التبول، وكثير الشعور بالجوع والعطش، وأيضاً يعاني من التعب والإعياء، بالإضافة إلى عدم الوضوح في الرؤية، والألم والتنميل في الأطراف.

الوراثة والسكري:
إن السكري مرض غير موروث على نحوٍ بسيط، بل معقد جداً بحيث يولد بعض الأشخاص أكثر عرضة للسكري من غيرهم، فالاستعداد الوراثي هو سبب من أسباب مختلفة تؤدي إليه. وقد تظهر عوارض الوراثة منذ النشأة، وقد لا يتم اكتشاف الموروثات هذه إلا بعد تقدم العمر.

هل السكري مميت؟
يحصد السكري آلاف الأرواح سنوياً، أكثر من سرطان الثدي ومرض نقص المناعة المكتسبة “الإيدز” مُجتمعين. ومريض السكري معرض أكثر من غيره لأمراض القلب وبالأخص للسكتة القلبية وأيضا السكتة الدماغية. هو بالفعل قد يكون مميت وفي الوقت عينه هو “صديق” إذا عرفنا كيفية التعامل معه.

هل يصاب المرء بالسكري بسبب أكله للسكريات؟
يؤدي تناول الأكل الغني بالسكريات أو نسبة السكري فيه عالية إلى السمنة، وبالتالي يزداد احتمال الإصابة بالسكري مع ارتفاع الوزن. لذا تنصح الجمعية الأميركية للسكري بالإبتعاد عن السكريات والمشروبات الغازية وغير الغازية المحلاة بالسكر.

نعم، يستطيع المريض تناول الحلويات بشكل معتدل إذا كان طعامه صحياً، وإذا كان يمارس الرياضة ويسيطر على مستوى السكر في الدم.

السكري بالأرقام:
يعاني 422 مليون شخص من مرض السكري حول العالم، وسيرتفع هذا الرقم إلى 629 مليون بحلول عام 2040. وتُعدُّ الصين الأولى عالمياً من حيث عدد المصابين حيث بلغ 114 مليون إصابة عام 2017. بينما تحتل السعودية المركز الأول بين أقرانها العرب، تليها عمان، أما الأقل إصابة في الدول العربية فكانت كل من جيبوتي والصومال.

يصيب السكري أكثر من 30 مليون شخص في الولايات المتحدة الأمركية، وتخطت كلفة التشخيص 327 بليون دولار، ولكن تكمن الخطورة بأن %46 من المرضى قد أصيبوا ولم يتم تشخيص حالتهم بعد.

مفارقة تتعلق بمرض السكري:
يصاب بالنوع الأول من السكري أصحاب البشرة البيضاء أكثر من غيرهم، وفي الشتاء أكثر من الصيف، وفي الأماكن الباردة أكثر من الدافئة، وقد يكون أحد أسبابه مجرد فايروس بسيط.

مضاعفات السكري:
تكمن الخطورة الكبرى في مرض السكري بالمضاعفات الجسيمة التي قد تحصل بالأخص عندما يفشل المريض في الحفاظ على نسبة سكر شبه طبيعية في الدم.
يصاب مريض السكر بسهولة بأي عدوى (بكتيريا، فايروس…) في مختلف الجسم وخصوصاً في الجلد – الأماكن الرطبة والمطوية – تحت الصدر عند النساء، وحول الأظافر وبين أصابع القدم للرجال والنساء.

يتسبب السكري بحكة في الجلد وبالأخص في الجزء الأسفل من الجسم بسبب ضعف الدورة الدموية، فقلة وصول الدم للأطراف يقلل من قدرة الجسم على محاربة الإلتهابات، فالسكري يجعل الشعيرات الدموية أضيق وأكثر خشونة، لذلك قد تحترق قدم مريض السكري دون أن يدري، وقد يجرح دون أن يحسَّ حتى يلتهب الجرح.

يفقد مريض السكري القدرة على الإحساس بالألم والبرودة والحرارة وقد يتغير شكل القدم بسبب التهابات أعصاب القدم.

يؤدي ضعف الدورة الدموية إلى قلة تدفق الدم إلى الأطراف، وبالتالي يضعف

الإحساس فتتلف الأعصاب وتبدأ التقرحات والإلتهابات وقد يؤدي ذلك إلى البتر.

كذلك فإنّ مرضى السكري عادة لديهم الخطورة الأكبر للإصابة بأمراض العين، كإعتام عدسة العين، واعتلال الشبكية وبالتالي العمى.

وتكمن الحالة الأخطر التي عادة ما تصيب النوع الأول من السكري وهي الحماض الكيتوني السكري التي تؤدي بدورها إلى ما يعرف “بكوما السكري” وقد تنتهي بالشخص إلى الموت. تحدث هذه الحالة عندما يرتفع السكر في الدم كثيراً فينتج الجسم مركبات كيميائية تسمى كيتونات لتكسير الدهن وتحويله إلى طاقة فيصبح الدم بوسط حمضي يؤدي إلى تسمم الجسد وبالتالي الوفاة.

نصائح و إرشادات للمصابين:
نستطيع العيش سوياً مع مرض السكري، ونستطيع أيضاً أن نحافظ على صحة أفضل بصحبته فنفهمه جيداً ونعي مخاطره ونعمل دائماً بالأسباب.

– يجب على مريض السكري أن يسيطر على مخزون السكر في الدم الذي يعكس صورة مستوى السكر في الدم خلال الأشهر الأخيرة ومن الأفضل أن يكون معدله أقل من 7.أيضا المحافظة على نسب مقبولة لنسبة السكري بعد الأكل اقل من 180 ملغرام/ديسيلتر وصباحا أقل من 130 بينما النسبة الطبيعية تعد من 70 الى 120.

السيطرة على ضغط الدم وهو يعد بأهمية الوقاية من السكري حيث أن عدم انتظام ضغط الدم يزيد من احتمالية الإصابة بالجلطات والفشل الكلوي.

الحفاظ على مستوى الكوليسترول في الدم الذي يعتبر مادة شمعية تؤدي زيادتها إلى الذبحات الصدرية.

اختيار الطعام الصحي كالخضروات، الفواكه، الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم. والابتعاد عن اللحوم، والمقليات، والأكل الدسم.

الإقلاع عن التدخين فإنه يؤدي مع السكري إلى السكتة الدماغية وأمراض السرطان.

!تخفيف الوزن فالبدانة بيئة حاضنة للأمراض

عدم تناول الكحول فإنها تؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم والضغط ومن المسببات الرئيسة للسرطان.

. فحص القدمين يومياً وتقليم الأظافر

ارتداء الجوارب القطنية، وغسل الرجلين بالماء الفاترة واختيار الأحذية المريحة والواسعة.

المواظبة على القيام بزيارات دورية للطبيب، وفحص السكري يومياً بجهاز السكر المنزلي.
لا يجب على مريض السكري أن يستهين بالمرض ويبدي لامبالاة لأنه سيدفع الثمن حتما مع مرور الزمن، بينما الأهتمام لإمره والأخذ بالأسباب التي طرحناها أعلاه تؤدي الى صداقة واعدة تمنع المضاعفات الخطيرة مستقبلا وتؤدي الى حياة طبيعية.
نعم نستطيع.