*إبراهيم درويش_العربي المستقل*
إنقضت المهلة التي حدّدتها صنعاء لإعادة تمديد الهدنة مع الرياض، بعد تأكيدها أنه لا يمكن أن تقبل بأي تمديد، من دون إضافات جوهرية على الهدنة، مطالبة باقتطاع جزء من الثروة النفطية التي لا تستفيد منها صنعاء، انما خصصت لتمويل الحرب على اليمن، لصالح رواتب موظفي القطاع العام في اليمن، وهو عمليّا مطلب لا يغيّر في استراتيجيا المواجهة، ويمكن أن يقارَب من الجانب الإنساني، للتخفيف عن اليمنيين اعباء ثماني سنوات من حرب وحصار طاحنين.
القوات المسلّحة في صنعاء، كانت استبقت انتهاء الهدنة، برفع السقف والانتفاض على ما رأت فيه عدم التزام سعودي ببنود الهدنة ومواصلة الحصار، والى جانب الرسائل السياسيّة عالية السقف، خرجت صنعاء بعرضين عسكريين لافتين لوزارتي الدفاع والداخلية، استعرضت خلالهما جهوزيتها ونجاحها في ترتيب قوتها العسكرية، استعدادا لأي مواجهة جديدة، وكشفت عن جملة من الأسلحة، المصنّعة والمطوّرة محليا.
قد يبدو عدم تجديد الهدنة، محصورا بالتطورات بين اليمن والسعودية حول احتمال فتح جبهة جديدة من المواجهة، الا أن الأمر يتجاوز هذا الحدّ ليطال في بعده مسار التحولات العالميّة.
صنعاء، التي تدرك حساسيّة التحولات المتسارعة، منطلقة من قدرتها على الإستفادة من التطورات في أوروبا، والحاجة الأميركية_الأوروبية الى تدفقات النفط والغاز، وضعت أصبعها على الجرح العالمي، مطالبة الشركات النفطية في الإمارات والسعودية بالمغادرة، نتيجة لعدم الاستجابة ل”مطلبها الانساني”.
كيف سيبدو المشهد؟
من المؤكد أنّ صنعاء وفي حال لم يكن هناك أيّ استجابة لمطلبها ستلجأ الى لغة الحديد والنار، وانها ستوجه ضربة تتلاءم مع حجم رسائلها السياسيّة والعسكرية التي استبقت إنتهاء الهدنة، وهنا قد نكون أمام مناوشات عسكريّة محدودة، من المفترض ان تسارع الإدارة الأميركية الى لملمتها، قبل تدحرج الأمور، عبر المبعوث الأممي لايجاد تخريجة مناسبة، والا سنكون أمام خيار مستبعد حتى اللحظة، ان تكون الولايات المتحدة، اتخذت قرارا، بتوجيه ضربة قاصمة الى اوروبا، على أبواب الشتاء، لا سيّما اذا ما ارتكزنا الى العرض العسكري الأخير للجيش واللجان الشعبية(صنعاء) في الحديدة، بما يحمل من دلالات ورسائل عسكرية، بالقدرة على رسم معادلات جديدة في البحر الأحمر، وبالتالي يكون العالم فتح على كل الإحتمالات غربا وشرقا، وهو ما يفترض ان يستبعده السعي الأميركي الى ايجاد حل لأزمة الترسيم البحري بين لبنان والكيان.
بناء عليه، نصل الى خلاصة وحيدة، في أن اليمن وتطوراته في اليومين المقبلين سيحددان وجهة