إبراهيم درويش- العربي المستقل
أصرّ نائب رئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي على تقديم نفسه الأيقونة الاكثر إستفزازاً للنظام المالي السياسي.
الرجل وبخلاف مرحلة سياسية، قدّم نفسه خلالها، بصورة تشتمل على الكثير من الدبلوماسية، وحسن إنتقاء العبارات، التي تجعل منه شخصية مقبولة، بمعزل عن أيّ اختلاف سياسي معه، قرّر طيّ هذه المرحلة، من بوابتها الخلفيّة.
على الصعيد الشخصي، لا يمكن أن ننكر على هذا الشخص، حسن استقبال ضيوفه، والتعاطي غير المتكلّف، وإحكامه على أدبيات الحديث، وعدم تكلفّه، واحترامه محاوره وحسن الاصغاء.
وبعيدا من الحساب السياسي، المرتبط بالممارسة والأداء، تجعّب الرجل في السابع عشر من تشرين، وأصرّ على مواجهة المودعين، وأصحاب الحقوق المقهورين. كان يمكن للرجل ان يكون أقل حدّية، لكنه كان يصرّ، أن يكون رأس حربة، راميا بكل أوراقه على الطاولة.
ممثّل حزب المصارف، والمدافع الشرس عن النظام المالي، تفنن في الاستهزاء والاستخفاف بمسلوبي الحقوق، استعاض بفائض قوة لا يملكه، ورفع صوته عاليا، فوق هموم الناس وأوجاعها، كان الرجل أن اقول، أنا هنا ببأسي، ولا يمكن لأحد ان يردعني، انا المصارف، والقانون، والدولة، و”الفتوّة”، واملك القدرة على البطش وٍسأبطش عند الضرورة.
سقوط الفرزلي تحديدا، يحمل رسالة صريحة بأن هذا الشعب لم يفقد حسّ المحاسبة، سيجلس الفرزلي كثيرا، يحاول تقييم أخطائه وهفواته مؤخرا، لكن خارج كراسي المجلس النيابي، الذي ربما لن تفتح ابوابه في وجهه مجددا.