إبراهيم درويش- العربي المستقل
كان الموعد المؤجل لإنجاز بعض الأمور المرتبطة بالموقع في عاصمة الشمال، قبل بداية شهر رمضان المبارك. بعض الامور تبدلت، فتأجّل الموعد الى ما بعد عيد الفطر.
أخبرتني التجربة سابقا، أنّ “التأجيل ما هو الا ورقة غير محسوبة نرميها من دون انتباه، قد تكون فاتورتها باهظة جداً، حتى أكبر من قدرة احتمالنا.
أنا أجّلت الموعد يا سليم… لكن من اعطاك الاذن بالغائه؟
في 15/1/2021 كانت أولى محطات التعاون مع الشاب سليم النمل لمتابعة التطورات في طرابلس، بعدما قامت الزميلة رانيا حمزة بربطنا ببعض. سرعان ما أصبح سليم فردا من أسرة العربي المستقل، متميّزاً بنشاطه، ومواكبته الاحداث والتطورات على الساحة الشمالية، كان في جعبته الكثير من الحماس، وفي باله الكثير من الأفكار، وفي قلبه الكثير من الحب لطرابلس واهلها وناسها، وفي شخصه الكثير من الاحترام واللباقة.
في آخر اتصال بيننا، كنا عقدنا الاتفاق على تحديد موعد، فأزوره شمالا، لانجاز بعض الأمور المرتبطة بالموقع، لكن سليم، ضرب موعدا في غير توقيت وفي غير مكان، وبلا استئذان.
سليم النمل، أشهد أنّي ما رأيت منك الا كلّ خير، وما سمعت عنك ومنك إلا كلّ محبّة، وكلّ صدق وشفافية، وكل أمانة وحرص على طرابلس وأهلها، متسلّحا بمشاعر الوطنية، وكنت ملتزماً بمعايير المهنيّة وتبحث عنها، كما نحبّها، وأقسم أنه كان في جعبتنا الكثير لنفعله.
ذبحة قلبيّة، أوقفت قلب سليم المحب، سليم الخلوق . رحل سليم ببرودة، لكن الخبر الذي تلقيّت، ذبح قلبي، من دون ان يتوقف مرحليا.
خسرناك وخسرتك طرابلس يا سليم