إبراهيم درويش- العربي المستقل
كان يضعني صديقي بتفاصيل زياراته المتكرّرة والمتعدّدة الى الأطبّة، واتّباعه أنظمة غذائية مختلفة، واختبار خيارات متنوّعة من العلاجات، كان يراكم أمله بصبر فوق التجارب المتكررة، مرتقباً وزوجته الأمل الموعود، بإنتظار هديّة الله، بعد ما يقارب 10 سنوات من الإرتجاء، كنّا نتعقب أمله برجاء مشابه، كان يزيدنا قناعة بكرم الله وفضله، ويزيدنا ادراكا لحجم النعمة في حياتنا.
في مكان وزمان آخرين، في مستوعبات النفايات، وعلى قارعة الطرقات، أمام الكنائس والجوامع، يعثر أحدهم بين الفينة والأخرى على طفل مرمي، بعضهم لا أدري إن كان يصح القول “حالفهم الحظ وبقوا على الحياة، وبعضهم استحال جثّة هامدة.
أستعيد الذاكرة، يوم كنت أجوب الرواق بانتظار بشارة الطبيب، ليبلغني بأنني اصبحت أبا، ويوم تجسّدت روحي في جسد آخر أبصر النور، أستعيد لحظات بسيطة من السعادة التي أقطفها، كل ما غزوت غرفة نوم طفلتي،ّ لأتأكد ما اذا كانتا تنعمان بالحد المتاح من الدفء، ملتحفا ستر الله ونعمه، راجيا اياه الا يمسهما سوء، وألا يلحق بهما ضرّ.
لا أدري فلا ان كان شعور الابوّة والأمومة مرتبطان بقرار الإنجاب، وأن عدم وجود قرار، قد يجرّد هذا الشعور من مضمونه، لا بل قد يتيح تحول الانسان وحشا بربريا، لا يتوانى عن رمي طفل، او جعله عرضة لشتى المخاطر، كارتمائه في احضان وحوش يحولوا حياته جحيما، أم ان يموت من البرد ومن الجوع، من دون ان يمرر أحدهم يده برقة فوق جسده، وان يغفو بأمن على صدر أمه.
في جريمة أخرى، عثر “مواطنون” صباح اليوم على جثة رضيع حديث الولادة مرميا في حقل زراعي في حي المسلخ في مدينة النبطية، حيث أفادت المعلومات بان الطفل الرضيع قد رمي من مسافة مرتفعة وقد نهش حيوان جسده الصغير.
دورية من قوى الامن الداخلي شرعت التحقيق بالحادثة فيما نقلت جثة الرضيع الى براد مستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية.