وصلت الدفعة الثانية من المساعدات التي قدمتها الدولة التركية إلى حوض مرفأ طرابلس محملة بـ266 طناً من المواد الغذائية المختلفة، وهي عبارة عن هبة مقدمة من الدولة التركية إلى وزارة الداخلية، وسيتم توزيعها على الأجهزة الأمنية العاملة ضمن وزارة الداخلية من قوى أمن داخلي وأمن عام وأمن دولة ودفاع مدني.
وكان في استقبالها السفير التركي باريش اولوسوي، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، القائم بمهام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، الخوري جوزيف خبش ممثلاً راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، المدير العام لوزارة النقل مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر، رئيس العمال في المرفأ احمد السعيد، وعدد من الوكلاء البحريين والجمركيين وموظفين في ادارة المرفأ بالاضافة الى مخلص البضائع عمر معاليقي.
تامر
وألقيت كلمات بالمناسبة، استهلها تامر بالترحيب بالجميع في مرفأ طرابلس، “المدينة التي لطالما أحب أهلها تركيا وشعبها، وهذا المرفأ لم يكن للمرة الاولى ممراً أو مقصداً للمساعدات التركية، بل هو مقصد دائم من قبل الدولة التركية لتقديم المساعدات التركية من سيارة الاطفاء التي قدمت سابقاً، إلى المساعدات الطبية التي قدمت لمواجهة أزمة كورونا، وبالتالي هذا المرفأ يعتبر محط اهتمام تركيا ناهيك عن المساعدات التي قدمت لطرابلس بكل محبة، وكما نعلم تاريخياً، الاتراك والمماليك مع اشقائنا المصريين قاموا بتحرير هذه المدينة من الاعداء الصليبيين، وبالتالي هناك تاريخ طويل ولطالما كان الاتراك درعاً حامياً لهذه الامة”.
أضاف: “من هنا ومن هذه المدينة نتطلع لتركيا على أنّها الدولة الشقيقة والاب والام مثل كل الدول الشقيقة العربية بالنسبة لنا. لذلك، عندما يأتي الصديق العزيز السفير التركي الى طرابلس فهو يأتي إلى منزله وزيارته لهذا المرفأ هي بمثابة زيارته لمرفأ اسطنبول أو أزمير، ونرحب به وبجميع أشقائنا من السائقين الاتراك في مرفأ طرابلس الذين نعتبرهم أخوة لنا وهم جزء مهم من عائلة مرفأ طرابلس وهم يشاركوننا أفراحنا وأتراحنا، ونحن نهتم بهم كما نهتم بإخوتنا اللبنانيين”.
وختم: “نشكر زيارتكم لنا ونشكر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على المساعدات التي يقدمها للبنان عامة ولطرابلس خاصة، ونأمل أن تستمر هذه العلاقات الطيبة”.
المفتي إمام
بدوره رحب المفتي محمد إمام بالسفير التركي والحضور، قائلاً: “أرحب بسعادة السفير التركي في طرابلس، كما وأرحب باللواء الخير ومدير مرفأ طرابلس في هذا اليوم الربيعي المثمر والاخضر، يسعدنا أن نجتمع للترحيب بسعادة السفير والمشاركة بتلقي هذه المساعدات القيمة والتي تعتبر حقيقة جهد وسعي من قبل الدولة التركية التي لم تبخل يوما على العالم عامة وعلى لبنان وطرابلس بشكل خاص، فإن كان العالم اليوم يعيش بأزمات وظلمات تتفاقم وتغيب للعقل ولمساعي الخير فإنّ هذا العمل هو جزء مما يكافح هذه الازمات ويناهض ويأتي بمسار معاكس لما يشهده الناس اليوم على مستوى العالم”.
أضاف: “في الحقيقة يجب أن نتقي الله ونحكم العقل والحكمة لنحل أزماتنا بالطرق السلمية والتفاهم”.
الخير
بدوره ألقى اللواء الخير كلمة للمناسبة، قال فيها: “يسعدني ويشرفني أن توكل إلي مهمة استقبال السفينة التركية الثانية التي تحمل 266 طناً من المساعدات من المواد الغذائية لصالح الأجهزة الأمنية العاملة ضمن وزارة الداخلية. حيث تعبر هذه المساعدات على عمق العلاقات الاخوية بين البلدين اللذين تربطهما أواصر محبة وأخوة وتعاون متجذرة في عمق التاريخ، فلتركيا مكانة كبرى في قلوب اللبنانيين عامة والطرابلسين خاصة، وكذلك الحال بالنسبة للبنان في قلوب الاتراك”.
وأضاف: “إنّ لبنان يحتاج اليوم الى كل المبادرات الخيرية تركية كانت أم عربية، وإلى وقوف كل أصدقائه وأشقائه إلى جانبه لمواجهة الأزمات التي يعاني منها”.
وختم: “أشكر رئيس تركيا رجب طيب اردوغان على ما يقدمه دوماً للشعب اللبناني، ونأمل أن تستمر هذه العلاقات الطيبة بين لبنان وتركيا، وندعو دوماً إلى الانفتاح على الاشقاء العرب”.
السفير التركي
بدوره قال السفير التركي: “إنّني مسرور جداً ومتحمس لوجودي في ميناء طرابلس للمرة الثانية على التوالي في نفس الأسبوع لأشهد على يد العون الممتدى من تركيا إلى لبنان الصديق والشقيق. اجتمعنا اليوم هنا من أجل استقبال وتسليم الجزء الثاني من أصل 524 طناً، من المساعدات الإنسانية المقدمة إلى السلطات اللبنانية والتي تم إعدادها من قبل وزارة الداخلية في تركيا بالتنسيق مع رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ AFAD وبتعليمات من فخامة رئيس جمهورية تركيا السيد رجب طيب أردوغان”.
وأضاف: “لقد تم إرسال هذه المساعدات، التي تشمل حليب الأطفال والمواد الغذائية، لتلبية الاحتياجات الأساسية العاجلة لأفراد الأجهزة الأمنية اللبنانية. فتركيا عازمة على مواصلة تقديم المساعدة إلى أفراد المؤسسات الأمنية اللبنانية بشحنات جديدة خلال الفترة المقبلة. إنّ تقديم هذه المساعدات والمساهمة في دعم مؤسسات الأجهزة الأمنية اللبنانية خلال الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان هو مؤشر ملموس جديد على الأهمية التي تبليها تركيا لأمن لبنان واستقراره”.
وتابع :”كما أكدّنا في الحفل السابق في بداية الأسبوع، هذه المساعدات هي دليل على أنّ تركيا صديقة حقيقية في وقت الضيق وأنّها لن تترك إخوانها اللبنانيين في هذه الأيام الصعبة، بدون أيّ تفرقة وبدون توقع أي مقابل”، مؤكّداً أنّ “تركيا ستواصل مساعدة لبنان الصديق والشقيق مع التجهيز حالياً لانشطة إضافية في الأيام المقبلة. وفي هذا السياق، سوف نقدم 1000 طن من المساعدات الغذائية وخاصة مادة الطحين، المرسلة من قبل المنظمات التركية غير الحكومية بالتنسيق مع إدارة الكوارث والطوارئ AFAD في تركيا على متن “سفينة الخير” التي ستصل من مرسين إلى طرابلس. بفضل هذا النشاط الإغاثي، الذي يتزامن مع شهر رمضان المبارك، نهدف إلى الوصول إلى عشرات الآلاف من المحتاجين في جميع انحاء لبنان. بالإضافة إلى هذه المساعدات سنواصل أنشطة المساعدات لأفراد الجيش اللبناني”.
وختم: “نحن كدولة تركيا وشعبها، رغبتنا الكبرى هي أن ندعم بإخلاص صديقنا لبنان الشقيق، دولة وشعباً في هذه الأيام الصعبة. وأود أن اخص بالشكر رئيس هيئة الإغاثة العليا حضرة اللواء محمد الخير، ورئيس مرفأ طرابلس السيد أحمد تامر لجهودهم وتقديمهم كافة التسهيلات إلى سفارتنا واعضاء إدارة الكوارث والطوارئ AFAD في إيصال دعم تركيا إلى الآلاف من اللبنانيين في بيوتهم عبر تقديم هذه المساعدات بسرعة وبدون مشاكل. وانتهز هذه المناسبة لأتمنى أن يحمل شهر رمضان المبارك الخير إلى جميع أهالي لبنان”.
وفي الختام جال الحضور في أرجاء السفينة.