كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: على وقع الأخبار عن حراك مكثّف لخلايا «داعش» وانتقال نحو ٦٥ شاباً لبنانياً عبر الأراضي السورية للالتحاق بالتنظيم في العراق، وإثر عملية فرار كبيرة لقياداته من سجن الصناعة في منطقة الحسكة الخاضع لسيطرة الأكراد قبل أسابيع، كشف وزير الداخلية بسام المولوي عن إحباط فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي هجوماً انتحارياً بالأحزمة الناسفة كان يُعدُّ له التنظيم ليستهدف قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي مؤتمر صحافي عقده وزير الداخلية، في حضور المدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان ورئيس فرع المعلومات العميد خالد حمود وعدد من ضباط الشعبة، قُدّم عرض إلكتروني مصوّر لمراحل العملية. واستعرض ضباط الفرع الأحزمة الناسفة التي ضُبطت.
وبالعودة إلى التفاصيل الأمنية، كشف المحققون أنّ تنظيم «الدولة» كان يُخطط لتنفيذ الهجوم الإرهابي «وفاء لدماء» خليفته أبي بكر البغدادي عبر ضرب معقل حزب الله بهجومٍ ثلاثي، يستهدف كلاً من مجمّع الكاظم في حي ماضي ومجمع الليلكي وحسينية الناصر في الأوزاعي. وخطط التنظيم ليكون الهجوم انغماسياً، بحيث يقوم المنفذ بإطلاق النار من أسلحته الرشاشة وإلقاء قنابل يدوية ضد أهداف مدنية قبل أن يُفجر حزامه الناسف. وقد تمكّن فرع المعلومات من توقيف اثنين من ناقلي الأحزمة الناسفة وضبط السترات المفخخة والقنابل والقذائف الصاروخية والأعتدة العسكرية.
طرف الخيط كان مصدراً بشرياً تمكن من خلاله الفرع من اختراق تنظيم «داعش»، وأوصله إلى العقل المدبّر الملقّب بـ«أسد الشامي» الذي اكتشف ضباط الفرع أنّه موجود في مخيم عين الحلوة. وكان ذلك عبر قيادي في التنظيم المتشدد موجود في سوريا تولى دور التزكية لكسب الثقة. وأُعلن في المؤتمر الصحافي أنّ الفرع جنّد مصدراً بشرياً ضمن مجموعات التواصل العاملة لمصلحة «داعش»، حيث تم ربط المصدر بأحد كوادر التنظيم الأمنية في سوريا.
العملية بدأت في كانون الثاني عام ٢٠٢١ واستمرت حتى شهر شباط الجاري. وقد تولى اثنان من المشتبه فيهم نقل سترات مفخخة وأسلحة رشاشة ومماشط وراية «الدولة الإسلامية». وكانت هذه المجموعة تنشط على خط تجنيد شبان لتنفيذ عمليات انغماسية وانتحارية عبر اصطيادهم من خلال مواقع وسائل التواصل.
الإنجاز الأمني لفرع المعلومات جاء قبل شهرين من موعد الانتخابات النيابية، في ظل الحديث عن حدث أمني قد يؤدي إلى تأجيلها. إلا أنّ وزير الداخلية بسام المولوي سارع الى توظيف الإنجاز الكبير في زواريب السياسة الداخلية، من خلال الحديث عن «الدور الكبير» للواء عثمان، في ظل الجدال حول موقف الأخير من ملفات كثيرة، وخصوصاً امتناعه عن تنفيذ قرارات قضائية استوجبت ملاحقته من قبل النائبة العامة في جبل لبنان غادة عون على خلفية التحقيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.