ليلى والذئب تحت مجهر العربي المستقل

كتبت جنان خريباني:

في أبعاد قراءة رواية “ليلى والذئب” من وجهة نظري:
من هي ليلى؟
ليلى، هي فتاة بسيطة وبريئة، تعيش في كنف عائلة محبّة ومسالمة. تكتنز هذه العائلة من البساطة والأمان ما يجعلها تظن أنّ العالم بكامله ينعم برحمةٍ وسكينةٍ تحاكي عالمها. هي عائلةٌ متواضعة تسكن في منزل منسيّ يقوم على أطراف غابة الزمان.
أما “أمّ ليلى” ، هي سيدةٌ تختصر بحضورها أفئدة أمهات آمنَّا أن طريق الحب يمرّ بشريان عطفٍ يربط قلب سيدتين حريصتين على سلامة الإبنة أو الحفيدة…. هي امرأة حريصة على برِّ والدتها ومصرة على إشراك “ليلى” بطقوس العناية بجدتها…
أما الجدّة ، وبما تحويه رمزية حضورها، هي ركن الأمان، هي نِعَم الحياة التي نصبو إلى نيل برَكَتها، هي نقاء الروح التي تغذيها سلّة أحلامنا، هي مصيرنا المرجو، هي رضا أب ودعوات أم، هي ضميرنا الحي، هي تراثنا وميراثنا، هي أهدافنا وأمنياتنا، هي سكينة القلب ورجاء الروح، هي النقاء الخالص والوفاء الأبدي الغير مشروط، هي الحضن الصادق والكتف الصّلب الذي يتلقّفنا عندما نهوي عن عرش أحلامنا، هي شموخ الفكر، هي سفيرتنا للسماء، هي قُبلة العطف والحنان وعلّة الصمود والبقاء، هي ميناء الرسوّ لسفننا التائهة في خضم الحياة …
ومن هو الذئب؟! هو العالم بكل ما يكتنفه من شرور، هو قاطع طريق الأمن والأمان، هو ذابح شريان الصلة والإتصال، هو الأنانية والطمع بكل تجليه، هو الغدر والجشع والكذب والخداع، هو عثرات العمر المغلفة بالرياء، هو الخطابات الرنانة الصادحة بإيقاع طبول الحرب، هو عفن الضمير، هو خيانة القلوب وموت الأمل وانحراف المصير…
هو الشر المتربص على مفارق الطريق، هو الشهوة القاتلة والجوع الكافر ودهاء الفكر .
أما غابة ليلى والدرب الطويل. فهي الطريق بين قلبٍ مَنحها الحياة وقلبٍ ما زال ينبض من أجلها على تلّة الإنتظار …
والذئب “اللطيف” هو، ربما، رفيق درب أومصير عمر أو ربما هو خللٌ يطال حكمة الإختيار!
عندما خُدعت ليلى، تبخّر ماضيها، مات حاضرها واغتيل غدها، وبقيت هي وحدها ، وإلى يومنا هذا، تحمل وزر فعلتها وعار سقوطها على ألسنة الرواية، في قصص الأطفال، بين صفحات الكتب وفي مضامين العبر والروايات…
ربما كان خطأ ليلى الوحيد أنها آمنت أنّ العالم هو امتداد لمنزلها المتواضع وأن قلب أمّها ينبض رحمة في كل القلوب …
#جنان_خريباني