هذه بيّنتنا أين بيّنتكم؟

العربي المستقل-القسم الرياضي

كتب الدكتور محمد علي صعب

غفا جمهور نادي النجمة في تلك الليلة الظلماء على وعد بأن الإدارة تسلّمت قرارا بتأجيل المباراة قبل موعدها بقليل خلافا للمنطق والقانون ولأصغر معايير هذه اللعبة. حاولنا أن نقول إن هناك أمورًا مبهمة، تواصلنا وتبيّنا وتأكدنا بأن التبليغ لم يحصل قط، وكان هناك من يصر على الكذب وتضليل الجمهور، لا بل يقول لهم لا تستمعوا لأحد! هنا السؤال لماذا هذا التضليل ومن هم هؤلاء؟ الذين أكدوا هذا الأمر واغرقوا الجمهور بوعود في غير مكانها.

هذه بيّنتنا فأين بيّنتكم؟

تحقننا، نشرنا الحقيقة الواضحة التي أُخفيت من العديد، شُتمنا ولم نشتُم.

ثلاثة أيام من الشتم الممنهج عبر قنوات باتت معروفة المصدر والتوجه. حملة شعواء شُنت علينا نتيجة مقالات واقعية ولا تشوبها شائبة.
لم نرد وكظمنا الغيظ إلى أن بانت بيّنتنا؛ وهو التعميم الذي صدر عن الإتحاد اللبناني لكرة القدم حيث أكّد على خسارة النجمة مما يؤكد على عدم تبليغ نادي النجمة بتأجيل المباراة.

من هنا يبدأ السؤال، ومن هنا يبدأ التشخيص، ومن هنا أولى السبل نحو العلاج!

دعونا نفكر بصوتٍ عالٍ ولو لمرة واحد، ونناقش أمورنا بطريقة عقلانية بعيدًا عن التعصب والقشورية في التفكير.
لمذا وصلت كرة القدم إلى هذه الحال ولماذا وصلت الأمور داخل أروقة نادي النجمة إلى هذه الزوايا السوداء جدا؟! ومن يتحمل مسؤولية إلى ما آلت إليه الأمور.
دعونا نبدأ من رأس الهرم. لا يمكن لأي إتحاد  لكرة القدم فوق المعمورة أن يعمل عمله بطريقة جوهرية دون أي شوائب. الإتحاد اللبناني له ما له، وعليه ما عليه، عمل الكثير في الآونة الأخيرة لكنه لم يصل إلى تطلعات شعب كرة القدم في لبنان. نحن لا ننكر أخطاء الإتحاد والتقصير في بعض الأماكن لذلك هو يتحمل جزءً من المسؤولية. إضافة إلى وزارة الشباب والرياضة والتي هي مناطة بأمور الرياضة في لبنان ومنها كرة القدم.

بالعودة إلى أوضاع نادي النجمة الرياضي.

تقع المسؤولية على أكثر من جهة. نصيب الأسد يقع على عاتق الإدارة، وبالتحديد شخص الرئيس السيد أسعد الصقال. حاول كثيرا لكن لم يكن في اليد حيلة، إما لأسباب مالية، أو لأسباب سياسية، أو لأسباب تعود لجهله في إدارة النادي الأكثر شعبية في لبنان. أو ربما تعود للمحيطين بالرئيس حيث يستمع إليهم كثيرا، وتلك إحدى نقاط الخلل في الهرم الإداري.
مسوؤلية اللاعبين: ليسوا بمعزل عن ما وصلت إليه حال النجمة فالتخبطات والاصطفافات داخل الفريق أثرت كثيرا على كيان نادي النجمة.
مسوؤلية الجمهور: هي مسوؤلية عظيمة وتعتبر واجبًا وطنيا يخص نادي ” الوطن” كما يحلو لشعب النجمة تمسيته”. تلك الإنقسامات بين الجماهير وضعت نادي النجمة في موضع لا يُحسد عليه، بعد أن كان مصدر قوته، بات الجمهور مصدرًا للضغط الذي يؤثر سلبا على الفريق.

أزمة الثقة: هي القشة التي قسمت ظهر البعير. لا يمكن لأي رئيس في هذا العصر اختلاق الوعود الوهمية وإن أردت السرد لن انتهى، بل سأذكر من وإلى. بداية من الجملة الشهيرة “لن يذهب المعتوق، إلى البيان الأشهر” تم تبليغ إدارة النجمة بتأجيل المباراة” تلك السقطات تولد فراغا في الثقة المزروعة بين الإدارة والجماهير.

نحن في موقع العربي المستقل-القسم الرياضي نؤكد على حرصنا على كرة القدم اللبنانية وندعم كل ما يساعد في تطوير الواقع الكروي اللبناني. لكننا أشد حرصا على تحقيقاتنا وعلى نشر معلوماتنا ونحن نحاجج في الحق ولا نستوحش الطريق لقلة السالكين.
هذه بيّنتنا في عدم تبليغ نادي النجمة واضحة ،فأين بيّنتكم التي تحدثتم عنها!