الرئيس عون: آخر رئيس للجمهورية اللبنانية بشكلها الحالي!

 إبراهيم درويش- العربي المستقل

يصلح القول، أن خطّة العمل للحكومة الحالية هي خطّة التمهيد والتأجيل، ولكي لا نحمّل الحكومة الحالية وزر كل ما آلت اليه الأوضاع، فلا بد من الإشارة، الى ان المكوّنات السياسيّة في البلد، تحاول الاستثمار في الوقت، بانتظار اتّضاح الصورة الإقليمية.

 في خّضم، هذا المخاض، لا زال البعض يتعاطى مع الأزمة اللبنانيّة، على أنّها أزمة داخلية، وكأنّ لبنان جزيرة نائية، تتمتّع بالكفاية الإقتصادية، ويمكنه أن يتدبّر شؤونه الإقتصاديّة والحياتيّة، بحدود غربيّة بحرية شبه مغلقة، بفعل العجز الكبير في الميزان التجاري اللبناني والانفجار الذي ضرب مرفأ بيروت، وفائدة بعض الدول في مفاقة الازمة اللبنانية، وحدود جنوبيّة يتربّص خلفها عدو ولص، وحدود  شمالية –شرقية مغلقة، بخلاف أبسط مفاهيم العمق والإمتداد الاستراتيجيين، والعلاقات الطبيعية بين أي بلدين حدودييّن، ليس المطلوب منهما ان يكونا  على وئم وتماه، انما أن يحتكما الى ابسط الأعراف والقوانين التي تحكم وتؤطر العلاقات بين دول الجوار، حيث لم يفكر لبنان في الاستفادة من التجربة الأردنية الأخيرة، لمحاولة الاتفاق على  الحد الأدنى من  الهوامش في العلاقات بين البلدين، بما قد يحد من عملية التهريب المتواصلة، ويخفف الأعباء، وهذا طبعا محكوم بفيتو خارجي.

النقطة الأساس اليوم، هي  في ان الإدارة السياسية لم تشرع  حتى تاريخه، في البحث في مسار الازمة وافق الحل، وهي لا تملك الأدوات،  وهو ما يكرس حالة المراوحة المترنّحة بين خيارين في المنطقة،  اما التسوية السريعة، واما التسوية البعيدة، والتي لا مفر من ان تمر بجولة كباش سياسي وامني وطاحن، امتدادا من العراق الى لبنان، وهنا لا بدّ من التوقف عند التطوّرات الأخيرة في العراق، لما لهذين الملفين من تلازم وإرتباط، في الكثير من التفاصيل. وفي هذا الاطار، لا بدّ من التوقّف، عند الانتخابات الأخيرة، وما شابها من خلافات واختلافات، وما أعقبها من استهداف رئيس الوزراء في البلاد مصطفى الكاظمي، وغياب المؤشرات حتى تاريخه، لانطلاق العمليّة السياسيّة وتشكيل الحكومة العراقيّة، وما ستولى به من تحديد أفق العلاقات الخارجيّة  للبلاد، ما بين التواجد  الأميركي، وما بين العلاقات مع دول الجوار.

 لبنانيا، بات من المؤكد أن “لبنان مختلف” تلوح مؤشراته في الأفق، من دون ان يتظهر شكله، ومساره، ويبدو واضحا أن الازمة تسير بخطى واضحة الى مزيد من التأزيم، وأن أي حل ترقيعي، لم يعد بامكانه، الا ان يزيد من هامش التحضير للارتطام الأكبر، وفي معرض  البحث عن افق المرحلة، تستحضرني عبارة، سمعتها من مصدرين دبلوماسيين، احدهما لبناني والآخر غربي: ّ”الرئيس العماد ميشال عون، سيكون آخر رئيس رئيس جمهورية للبنان بشكله الحالي”.