العربي المستقل- فاطمة الدر
في العالم الإفتراضي، لا مفرّ من أن تتخلّى عن القيادة، فكيف الحال، اذا كنت أنت المستهدف، وهناك إن شئت أم ابيت، من سيتحكّم بشكل مباشر أو غير مباشر بما تراه.
قد يمنعك كبرياؤك من الإعتراف أحيانا، بأن قد تعرضت للإستغلال، كأن يصوّب الشخص أو المؤسسة غاياتهم نحو نقاط ضعف الفرد لتوجيه اهتماماته، أو قد يجد نفسه، مساقا في بحر من الأخبار والمعلومات الكاذبة، قدّمت بقالب ذكي.
و على الرغم من الإيجابيات الكبيرة التي وفرتها وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي، الا انهما سهلا هذا الهدف وطريقة الجذب، بارتكاز شريحة عريضة على آليات بسيطة، لكنها شديدة التأثير، خصوصا في ظل الانغماس الجماهيري الواسع، في عالم وسائل التواصل.
إعلاميون وصحفيون اختاروا الا يكونوا السلعة، والا يكونوا جزءا من اللعبة الرقمية المزيفة، فيساهموا في نقل الاشاعات، على الرغم من النجومية الواسعة والسريعة التي حققها زملاء لهم، وجدوا في هذه المادة سلّما سهل التسلق، نحو أبواب الهدف المنشود.
من هذا المنطلق، أبحرت الزميلة مايا غانم عيد في برنامجها لـ”التوضيح” والذي سيعرض على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة للـ “LBCI”، وعلى الموقع الخاص للمؤسسة.
تتولى عيد اعداد وتقديم البرنامج، وتعوّل ان يلعب دورا إيجابيا، في التمييز بين الاخبار المغلوطة والصحيحة منها، ولمعرفة تفاصيل أوفى، كانت هذه “الدردشة معها:
– ما هي طبيعة البرنامج؟
البرنامج هو ديجيتال، أي يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لل LBCI إضافة الى الموقع الالكتروني. وبالتالي صيغته تشبه أكثر السوشال ميديا، أي مختصر وسريع. البرنامج يتضمن فقرتين، الفقرة الأولى هي مقابلة مع الضيف عبر سكايب أو زوم لتوضيح تساؤل معين (اجتماعي، سياسي، صحي، علمي…) والفقرة الثانية هي عرض سريع لأبرز الأخبار الكاذبة المتداولة.
– ما الهدف من البرنامج؟
البرنامج يهدف الى محاربة الأخبار الكاذبة التي تنتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة، خصوصا مع سهولة انتقال الاخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي. فالمواطن يستحق فعليا ان يحصل على الجواب والخبر اليقين، في أي موضوع كان. وهذا الامر سيساعده على اتخاذ القرارات المناسبة، بعد توضيح كل الامور.
-من سيشارك في اعداد وتقديم البرنامج؟
البرنامج من اعدادي وتقديمي، وطبعا ما من برنامج من دون فريق عمل يعمل يدا بيد على انجاح البرنامج بكل تفاصيله من انتاج وتصوير واخراج وعرض. اضافة الى متابعة من رئيس تحرير الموقع الاخباري للLBCI الاستاذ انطوان كساب، وطبعا متابعة واشراف من مسؤول قسم الديجيتال الاستاذ سامر بركات.
– ماذا الذي قد يضيفه البرنامج لك على الصعيدين المهني والشخصي؟
على الصعيد المهني، المؤسسة والتي دخلتها منذ نحو خمس أو ست سنوات كانت ولا تزال الباب للفرص والتجارب الجديدة. فهي ساهمت بتطوير قدراتي والاهم أنها وثقت بمنحي الفرص لتجارب جديدة وأطمح أن اكون دائما على قدر المسؤولية. فالجميع يحتاج للفرص. وتجربة البرامج هي تجربة جديدة أبدؤها، والمؤسسة وبعض الزملاء قدموا لي النصائح، وارجو أن أكون على قدر الثقة التي منحوني اياها. أما على الصعيد الشخصي، فدائما تجارب المهن والحياة وما نمر به، يساعد على اكمال المشوار بأفكار وشخصية تفهم أكثر مسارات الحياة.
– ما مدى قدرة البرنامج على جذب الجمهور؟
الجمهور متنوع، ولكل منهم الموضوع الذي يهمه، ولكن الاهم انه في خضم مشاغل المواطنين الكثيرة بالحياة، لن يأخذ الكثير من وقتهم لمعرفة التوضيح والاجابة، بل بدقائق سيكون بين يدي المشاهد ما يود ويجب معرفته، خصوصا وان المشاهد موجود دائما على المنصات ويمكنه متابعته البرنامج في اي وقت يريد وفي اي حين، اضافة الى امكانية تفاعل المشاهد معنا عبر المنصات ومعرفة رأيه وما يريده.
– ما المخاوف والمصاعب التي يستوجب مراعاتها لتحقيق النجاح المنشود؟
في كل تجربة، مهما كان حجمها، هناك المصاعب والمخاوف، والتي يجب دائما ان نتحضر لها، فالفكرة جديدة وقد تكون الأولى في لبنان بين الوسائل المحلية، ونأمل أن تلقى استحسان المشاهدين وان نكون على قدر المسؤولية في تحقيق هدف البرنامج، من معرفة تساؤلات الناس وان يتمكن الضيوف من التعاون معنا لاعطاء الاجوبة الدقيقة.
– هل هناك عمر محدد للبرنامج؟
اليوم نحن نركز اكثر على الانطلاقة من النهاية ، ونسير خطوة خطوة وحلقة حلقة.
هي تجربة جديدة ، تخوضها الزملة عيد، في مرحلة، نحن بأمس الحاجة، الى تضافر الجهود، لمنع الاعلام من الانزلاق الى اتون التوظيف النفعي، وفي هذا الاطار، ونحن من كان هدفنا منذ انطلاقة “العربي المستقل”، ان نقدّم مادة إعلامية، بلا اقحامات وبدون “ملح” و”بهار” على الطريقة اللبنانية، الا أن نتمنى التوفيق للزميلة عيد، وان تنجح في ما تصبو اليه.