تسوء خدمات شبكة الاتصالات في جميع المناطق اللبنانية، مع انقطاع شبه تام شمالًا. يعود السبب بحسب شركة “Ogero” إلى نفاد مادّة الوقود.
ففي منطقة الضنية شمالًا، تنقطع خدمة الـ 3g كليًا طوال فترة النهار، إلا أنّ خدمات الشبكة تأتي خلال الفترة التي يتمّ فيها تزويد المنطقة بساعة أو ساعتين من كهرباء الدولة.
أما عن خدمة اشتراكات “الموتور”، فالخدمة كذلك متوقّفة، ولا يمكننا لومهم، فمولّداتهم هي الأخرى لا تستمدّ طاقتها من بطاقة مؤسّسة كهرباء لبنان، إنّما باتوا يؤمّنون المازوت من مصادر في السوق السوداء، ما دفع إلى رفع سعر الاشتراك وممارسة تقنين قاس على المشتركين.
وفي ما يخصّ خدمة الوايفاي فتأمينها يعود لمزاج صاحب الشركة أو “حسب التيسير”. والمسؤول عنها يقول لنا بصريح العبارة، “لا تعتمد علينا لأنو ما في شي مضمون”.
الواقع المستجدّ يضع التلاميذ أمام مشكلة حقيقية، فكيف يدرسون؟ وكيف يحضّرون مشاريعهم مع غياب الكهرباء وخدمات الإنترنت؟
البعض منهم لجأ إلى المقاهي للاستفادة من خدماتها، بالرغم من أن أجرة التاكسي مرتفعة، وفاتورة المقهى كذلك أشدّ ارتفاعًا.
ومع كلّ تلك الأمور، نتساءل: ما هي خطط الدولة للجيل المقبل؟ ما مشاريعها له، وهو لا يستطيع الوصول والتمتّع بحقه في التعليم أو سبل العيش الكريم، أو الولوج إلى خدمات باتت تعتبر أوليّة؟
ولكن الحقّ يقال: نحن حقًّا فشلنا في بناء الوطن بسبب سوء خدمات بنيتنا التحتيّة، وغياب فكر المشاريع المستدامة، ما دفعنا إلى التراجع ثقافيًّا واجتماعيًّا ومعيشيًّا. في ظلّ غياب تامّ لمفهوم أنّ الفرد هو الدولة بحدّ ذاتها ونجاحها يعتمد عليه.