كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: دشّن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي، زياراته الخارجية من البوابة الفرنسية، كون فرنسا من أولى الدول التي وقفت إلى جانب لبنان في محنته بعد انفجار المرفأ، ما دفع بالرئيس ايمانويل ماكرون إلى زيارة لبنان مرتين في أقل من شهر، وإطلاق المبادرة الفرنسية لتشكيل الحكومة التي تمكّن ميقاتي من تشكيلها، ولو متأخراً، بعد ثلاثة عشر شهراً من المراوحة والأخذ والرد. ولكنّ المهم أنّ الحكومة تشكلت والرئيس ميقاتي، ومن باب الوفاء، رأى أن تكون باريس محطته الأولى مفتتحاً زياراته إلى الخارج من العاصمة الفرنسية، ليجري خلالها جولة مشاورات مع ماكرون، آملاً أن تفتح هذه الزيارة صفحة جديدة على طريق تحسين علاقة لبنان مع المجتمع الدولي، وتساهم بمد يد المساعدات العربية والدولية للبنان.
في هذا السياق، توقعت مصادر سياسية مواكبة انعكاسات إيجابية لزيارة ميقاتي إلى فرنسا باعتبارها ستعيد لبنان إلى الحاضنة الدولية من البوابة الفرنسية التي من شأنها أن تعبّد الطريق لأكثر من زيارة قد يقوم بها ميقاتي إلى أوروبا، وإلى عدد من الدول العربية.
المصادر كشفت لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أنّ محادثات ميقاتي مع ماكرون ستتطرق إلى إعادة تحريك موضوع استفادة لبنان من مبلغ الـ11 مليار دولار التي أقرّت للبنان في مؤتمر “سيدر”، والمساعدات التي أقرّت في المؤتمرات الأخيرة التي عُقدت لأجل لبنان، وما يُمكن لمجموعة الدول الأوروبية أن تقدّمه في هذا الشأن، كما ستشمل المحادثات موضوع الإصلاحات التي تنوي الحكومة تحقيقها، وموضوع قرض البنك الدولي.
توازياً، لفت عضو كتلة الوسط المستقل، النائب علي درويش، في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أنّه كان من المفترض أن تكون الزيارة الأولى لرئيس الحكومة بعد نيل الحكومة الثقة إلى فرنسا، لأنّ الرئيس ماكرون كان أول من أطلق المبادرة الفرنسية لدعم لبنان وتشكيل الحكومة. وبعد الثقة الكبيرة التي حصلت عليها الحكومة كان لا بد من زيارة فرنسا لشكر ماكرون على دعمه المستمر للبنان، والتباحث معه لتحريك المساعدات التي كانت مقرّرة والتي وعد الرئيس الفرنسي بإعادة النظر فيها، ومن دون أن ننسى أنّ فرنسا هي بوابة لبنان إلى الاتحاد الأوروبي، ولديها حضوراً دائماً لدى صندوق النقد والدول المانحة.
وأشار درويش إلى عدة مؤتمرات من أجل لبنان عُقدت في العاصمة الفرنسية، والتي من الممكن إعادة تحريكها من أجل تحديد مبالغ معيّنة لدعم الاقتصاد اللبناني. وفرنسا، كما بات واضحاً لن تألوَ جهداً لتأمين ما يلزم لمساعدة لبنان، متوقعاً أن يجدّد ميقاتي دعوة ماكرون لزيارة لبنان، وبالأخص بعد تشكيل الحكومة. ومن الممكن جداً أن تتلاقى جهود ماكرون في دعم لبنان مع الجهود العربية التي قد تصب في نفس الاتجاه.
على خطٍ آخر، وبعد إعلان التسعيرة الجديدة لأسعار المحروقات، رأى الخبير الاقتصادي، أنطوان فرح، عبر “الأنباء” الإلكترونية أنّ تعديل التعرفة التي صدرت هي المحطة ما قبل الأخيرة لرفع الدعم بشكل نهائي آخر أيلول. لكن من المفترض أن يكون هناك احتياطاً إضافياً لأنّ المحروقات لم يتم توزيعها بما يغطي احتياجات السوق قبل رفع التعرفة، لأنّ رفع الدعم أواخر هذا الشهر سيكون له تبعات سلبية بغياب المساعدات المباشرة، وتحديد حصة المواطن من المحروقات لتسيير أموره. وبظل غياب خطة لتأمين النقل العام لن يتمكّن الموظف من الوصول إلى عمله.
وقال فرح: “المطلوب من الحكومة أن يكون لديها تصوّرها حول كيفية التخفيف من وطأة رفع الدعم قبل آخر أيلول”، مضيفاً: “بمجرد رفع الدعم سنواجه مشكلة سعر الصرف. فاليوم مصرف لبنان هو المخوّل بفتح الاعتمادات. ولكن بعد رفع الدعم ينتقل الأمر إلى الشركات المستوردة، ما قد يزيد الضغط على الدولار، وهو ما سيساهم بارتفاعٍ إضافي لسعر صرف الدولار في السوق”.