عن حلبة مغدوشة_ عنقون

 

عن حلبة مغدوشة_ عنقون

إبراهيم درويش_ العربي المستقل

تهلّل الناس… تفرغ ما في جعبتها من بطولات وضغائن وأحقاد على وسائل التواصل.

إعلاميون ينتقون أكثر الأخبار استفزازا، يتبّلونها بملح غرائزي، وبهار مسموم، ويستعيرون عبارات الحرب البغيضة وأكثرها قدرة على الإستثارة الفتنويّة.

جامعيّون حوّلوا صفحاتهم، متاريس للتراشق البغيض، وكأنّها المتعة المنشودة لموسم رهان مغر، على حلبتي مغدوشة_ عنقون، حتى يخال للمتابع، أنّ ما يدور هو بين قبيلتي التوتسي والهوتو، ويشاهدونه على شاشة full hd, في بهو فندق فاره، محاولين كسر الروتين القاتل، في بلد، قتلت رفاهية العيش فيه شغف ال “suspence” اليومي.

قلت سابقا إفتحوا المدارس والجامعات مهما كلّف الأمر، ففي هذا الجيل من لم يقرأ، وإن قرأ فقد نسي، وغابت عنه تفاصيل الحرب.
في هذا الجيل من لم يستمع الى شهادات المعوّقين، وندم القتلة ممن تورطوا في حرب، شُبّه لهم أنها حربهم، ولم تقع عينه على صور الأبرياء المعلقة صورهم شاهدة على حقبة موجعة، بشعة، لا زلنا ندفع أثمانها حتى تاريخه، في وقت كان أعداء لبنان، كل أعداء لبنان، يحصون أعداد جثثنا، ويراقبون إقتتالنا، وذبح بعضنا البعض، ويغدقون سوقنا بالسلاح، ليحصد في أيدي الجهلة، ما تيسر من ضحايا.

رد البعض على مطلبي: إن فتحت المدارس قد يموت أطفالنا (كورونا, وضائقة إقتصادية، وتفلت أمني).

أجيب: ما لم تفتح المدارس، وتتفتح العقول، ونقرأ في كتب (صنع في لبنان)، سيكبر أطفالنا، ويقتلون بعضهم بعضا، ويذبحون ما تبقى من وطن، تناتشه الأسلاف.

عن مدارس “الوطنية” التي أوصد الفساد والمحاصصة والإرتهان، والغرائزية المذهبية أبوابها، أتحدث، وأنا على يقين تام، بأن ليس هناك من سيقرأ.