أي دخان سيتصاعد؟

لم يزر الرئيس المكلف نجيب ميقاتي قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون يوم أمس. يومٌ آخر مضى دون إحراز أي تقدم على خط تشكيل الحكومة، والأجواء تشير إلى أن أياماً أخرى ستمضي في السياق نفسه. تضارب المعلومات وتضارب التسريبات التي تصدر عن جهات مقربة من الرئيسين عون وميقاتي، وتناقضها في بعض الأحيان، يصب في إطار تمييع حقيقة ما يجري لجهة عملية التأليف، إذ وبعد أن إتسّمت الأجواء بالإيجابية وتوقع اللبنانيون تشكيل الحكومة في غضون أيام أو ساعات، عادت السلبية لتكون سيدة الموقف، ويتأجل إعلان المراسيم حتى اشعار آخر.

قد تكون الأجواء التفاؤلية التي حاولت بعض دوائر قصر بعبدا ضخّها هدفها التغطية على التأخير، اذ تبيّن أن ما من ايجابية في عملية التشكيل، وأن العقد لا زالت على حالها.

ورغم تراجع الأمال المعقودة على قرب اصدار مراسيم الحكومة، إلّا ان الواضح أن الرئيسين لم يصلا إلى طريق مسدود بعد، إذ إن ميقاتي لم يلجأ بعد إلى خيار الاعتذار، وهو خيارٌ موجود أمامه، وسيتخذه حالما يتيّقن أن تأليف الحكومة بات مستحيلاً، وهو أساساً وافق على تكليف غير مفتوح، ولا يبدو أنه يريد سلك درب الرئيس سعد الحريري في تأجيل الاعتذار متى لمس انسداداً في الأفق.

 

“الانباء” الالكترونية