بعد حوالي شهرين على بداية حملة تلقيح الأطفال الذين تخطّوا سنّ الـ12 عاماً بلقاح فايزر في عدد من الدول، أعلنت وزارة الصحة العامة في لبنان انطلاق عمليّة تسجيل الأطفال، الذين هم ضمن هذه الفئة العمرية على المنصة الرسمية، بانتظار حصولهم على مواعيد لتلقّيه، علماً أن انطلاق حملة التلقيح في مختلف الدول لهذه الفئة العمرية تأتي قبيل إعادة فتح المدارس بهدف الحدّ من انتشار الفيروس ولحماية عدد أكبر من الشرائح المجتمعية.
في اتصال مع المدير الطبي في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق الدكتور جورج غانم، أكد أن عملية تسجيل الأطفال الذين هم ما بين سن الـ 12 والـ 15 سنة انطلقت فعلاً، وكانت حملة التلقيح ستبدأ، إلا أن وزارة الصحة عادت وطلبت إلى المستشفى التوقّف مؤقتاً حتى يُعطى اللقاح لكلّ مَن هم ضمن هذه الفئة العمرية على نطاق واسع، وبشكل عادل مع بدء العام الدراسي. وبالتالي، فإن أسباب وقف التلقيح لوجيستيّة بحتة.
وأوضح غانم أنه يحق للمستشفى يوميّاً إعطاء ثلاثة لقاحات من خارج المنصّة، وفق قرار صدر مؤخّراً، تُجيز فيه الوزارة ذلك لمراكز التلقيح؛ وعليه أعطى بالأمس اللقاح لطفل في سن الـ12 باعتبار أنّ وزارة الصحّة أطلقت حملة التلقيح، في وقت يستمر تلقيح كلّ من تخطّى سنّ الـ15 بشكل عادي في مختلف مراكز التلقيح.
في الآراء الطبية
تتضارب آراء الأطباء حول موضوع تلقّي الأطفال في هذه السنّ اللقاح، فيتحفّظ البعض في إسداء النصيحة أو يظهرون تردّداً، أو يتركون الموضوع على مسؤوليّة الأهل، في وقت يدعو آخرون إلى إعطاء الأطفال في هذه الفئة العمريّة لقاح فايزر.
بحسب طبيب الأطفال، الدكتور رمزي أبو جودة، أنه بحسب التوصيات يجب إعطاء الأطفال في هذه الفئة العمرية اللقاح. وتؤكّد الدراسات أنه ما من خطر أو مشكلات تواجه الأطفال بسبب اللقاح، وتحديداً لقاح فايزر، الذي أعطيت الموافقة له كي يُعطى للأطفال في هذه السن. من هنا أهميّة التشجيع على تلقّيه، خصوصاً أنه في المرحلة الحالية يعتبر من هم في هذه السن الأكثر عرضة لالتقاط العدوى بنسبة كبيرة، وهم الأكثر نشراً للفيروس.
من جهته، يشدّد طبيب الأطفال آلان صيّاد على ضرورة أن يتلقّى الأطفال ابتداءً من سنّ الـ12 سنة اللقاح، لأن متحوّر دلتا يُصيب الأطفال بنسبة عالية؛ وقد كان هناك حالات عديدة خطرة في موسم الشتاء الماضي بسبب كورونا ومضاعفاته، ما يدعو إلى تلقّي الأطفال اللقاح حكماً على سبيل الوقاية. يُضاف إلى ذلك أنّه ما من آثار جانبية له غير تلك الشائعة. انطلاقاً من ذلك، يُشدّد صيّاد على أهميّة تلقّي اللقاح من مختلف الشرائح العمريّة بما فيها شريحة الأطفال فوق سن الـ12 سنة باعتبار أنّه الوسيلة الأهمّ لوقف انتشار الوباء، مع الإشارة إلى أنّه في أوروبا والولايات المتّحدة انطلقت حملة التلقيح قبل فترة، ولم تظهر مشكلات تدعو للقلق.
النهار