على بعد أيام من ذكرى انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2021، جاء اعتذار سعد الحريري عن تشكيل الحكومة بعد «تناحر سياسي» مع الرئيس ميشال عون بمثابة تراجع جديد في حلحلة الوضع السياسي في البلد المنكوب، بيد أن البلد الذي يعاني من ويلات اقتصادية وسياسية منذ سنوات بات محصنا من التأثر بأزمات ساسته الداخلية، إذ مر «اعتذار الحريري» وكأنه متوقع بأن «ساسة لبنان اتفقوا مسبقاً على أن لا يتفقوا».
اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة بعد 9 أشهر من المفاوضات «اللا ماراثونية» أعاد الأزمة اللبنانية للواجهة، إذ لفت «اعتذار الحريري» وزراء خارجية الدول الكبرى والمنظمات العالمية، الذين أعربوا عن أسفهم لعدم قدرة المؤسسة اللبنانية السياسية على الوصول إلى توافق حول تشكيل الحكومة. واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أنّ تخلّي الحريري عن تشكيل حكومة في لبنان يمثّل «خيبة أمل جديدة» للشعب اللبناني الغارق في أزمة سياسية واقتصادية خانقة.
فيما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس (الجمعة)، عقد مؤتمر دعم دولي جديد للبنان في 4 أغسطس القادم. وأوضحت الخارجية الفرنسية أن المؤتمر سيعقد بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة وسيكون مخصصاً للاستجابة لاحتياجات الشعب اللبناني الذي يعيش أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة.
وأتى اعتذار الحريري عن مهمّة تشكيل الحكومة في وقت يمرّ فيه لبنان بأزمة سياسية واقتصادية خانقة لا يمكن حلّها، في نظر المانحين الدوليين، إلا بتشكيل حكومة تنفّذ إصلاحات بنيوية.
وقفز الدولار الأمريكي الواحد أمس إلى 23 ألف ليرة لبنانية عقب تطورات أزمة تشكيل الحكومة، بعد أن تخطى عتبة الـ20 ألف ليرة أمس لأول مرة.