إعطاء اللقاح المضاد لكوفيد-19 سيكون أمراً معتاداً سنوياً خلال السنوات العشر

من بين ثنايا الأزمة الوبائية المتفاقمة في بريطانيا تطل بعض الأرقام التي تبعث التفاؤل في النفوس. فقد سجلت بريطانيا أمس رقماً مطمئناً، بإعلانها أن 59.7% من سكانها البالغين حصلوا على جرعتي اللقاح أمس، أي 31.45 مليون نسمة، أو بواقع 6 من كل 10 بالغين. ويتوقع أن تكون البلاد قد عبرت أمس بالنسبة إلى 60%. وتقول الخدمة الصحية لإنجلترا إن الحكومة تعمل على تلقيح 70% من السكان قبل أن تلغي جميع التدابير الوقائية بحلول 19 يوليو القادم. وأعلن وزير الصحة مات هانكوك أمس أن الحكومة تخطط لاستثناء المحصنين بالكامل، أي بجرعتي اللقاح، من شرط العزل الصحي في حال مخالطتهم أي شخص مصاب بكوفيد-19. ولكن يتعين على هذا الشخص أن يجري فحصاً سريعاً كل يوم لمدة سبعة أيام، بدل العزل الصحي. وقالت السلطات الصحية أمس، إن 81.9% ممن هم فوق سن الـ 18 عاماً في بريطانيا حصلوا على الأقل على جرعة واحدة من اللقاح.

وفيما قال وزير الصحة هانكوك، إن الحكومة تعد الخطط لإعطاء السكان جرعة ثالثة تعزيزية خلال الخريف؛ تكهن مسؤول صحي كبير أمس بأن إعطاء اللقاح المضاد لكوفيد-19 سيكون أمراً معتاداً سنوياً خلال السنوات العشر القادمة. وقال رئيس مزودي الخدمة الصحية الوطنية كريس هوبسون إنه ربما تظل هناك حاجة لإعطاء إبر أمصال كوفيد-19 لمدة 10 سنوات قادمة. وأوضح الوزير هانكوك أن الجرعة الثالثة التعزيزية ستعطى للبريطانيين في سبتمبر القادم. وقال إن الحكومة تنتظر بيانات دراسة حول جدوى أو عدم جدوى أن تكون الجرعة الثالثة من أي نوع من اللقاحات المتاحة أم أنها يجب أن تكون من اللقاح نفسه الذي حصل الشخص على جرعتين منه. وكانت الحكومة البريطانية خصصت لهذه الدراسة 19.3 مليون جنيه إسترليني. وقال العالم المشرف عليها إن نتائجها لن تكون جاهزة قبل نهاية أغسطس القادم. غير أن قادة الخدمة الصحية الوطنية يمارسون ضغوطاً مكثفة على الحكومة لحسم هذه القضية؛ إذ إن مواعيد إعطاء الجرعة التعزيزية الثالثة المضادة لكوفيد-19 سيتزامن مع الموعد السنوي للقاح المضاد للإنفلونزا. ويريد المسؤولون الصحيون وقتاً كافياً لتخطيط التنسيق بشأن إعطاء الإبرتين من دون عراقيل صحية. ويجمع معظم العلماء الإنجليز على أن جرعتي اللقاحات المضادة لكوفيد-19 يمكن أن توفر مناعة قوية لمدة لا تتجاوز 6 أشهر.