شاركت دولة الإمارات في المؤتمر الدولي الافتراضي لدعم الجيش اللبناني برعاية الجمهورية الفرنسية الصديقة، وحضره عدد من وزراء الدفاع ورؤساء أركان وممثلي 20 دولة تضامناً مع الشعب اللبناني الشقيق الذي يمر بظروف استثنائية صعبة.
وأكد معالي محمد بن أحمد البواردي وزير الدولة لشؤون الدفاع خلال مشاركته في الفعاليات عبر الاتصال المرئي، دعم وتشجيع دولة الإمارات الجهود الفرنسية المبذولة لدعم وتعزيز أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، خاصة تجاه لبنان الشقيق، معرباً عن أمله في أن ينجح المؤتمر بتحقيق أهدافه لما فيه من دعم ومؤازرة للأشقاء في لبنان.
وقال معاليه: إن الظروف التي يمرّ بها الشعب اللبناني حالياً هي ظروف استثنائية تتطلب تضافر جهود الجميع، مؤكداً أن استقرار الجيش اللبناني وتوفير احتياجات الدعم الأساسية ضروري لاستقرار وأمن المجتمع اللبناني، وأن دولة الإمارات تتابع الوضع في لبنان بقلق، وتتطلع إلى أمنه واستقراره وازدهاره، وتجاوز هذه المرحلة لتعود الحياة في لبنان لشكلها الطبيعي.
يذكر أن المواقف الإماراتية تجاه لبنان الشقيق في كافة الظروف هي مواقف ثابتة في سجل العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، بداية من المساهمة في قوات الردع العربية عام 1976 ومشروع الإمارات لدعم وإعمار لبنان في عام 2006 ومشروع إزالة ونزع الألغام والقنابل العنقودية في جنوب لبنان، ومؤخرا قدّمت دولة الإمارات في إطار الاستجابة العاجلة للتصدي لجائحة «كوفيد- 19» مساعدات طبية للبنان، إضافة إلى بناء مستشفى ميداني في بيروت لعلاج مصابي كورونا، وهذا نابع من مبدأ الدولة الدائم في مد يد العون للدول الشقيقة والصديقة.
إلى ذلك، قالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية في بيان: «سلط المشاركون الضوء على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المزرية والآخذة في التدهور باستمرار في لبنان، في هذا السياق، شددوا على أن القوات المسلحة اللبنانية، التي تعاني من ضغوط كبيرة، لا تزال عمادا أساسيا للدولة اللبنانية». وأضاف البيان «تماسكها واحترافيتها يظلان عاملاً أساسياً للحفاظ على استقرار البلاد في مواجهة المزيد من المخاطر».
وفي السياق، أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون أن البلاد تواجه أزمة غير مسبوقة وأنه لا أفق للحل حالياً، محذراً من أن المس بالمؤسسة العسكرية سيؤدي لانهيار لبنان وانتشار الفوضى.
وحذّر العماد عون، بحسب بيان لقيادة الجيش على تويتر، من أن «استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتماً إلى انهيار المؤسسات، ومن ضمنها المؤسسة العسكرية، وبالتالي فإن البلد بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً».
وقال قائد الجيش «لبنان يواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة ويبدو واضحاً انعدام فرص الحلول في وقت قريب، والجيش يحظى بدعم وثقة محلية ودولية، لذا تزداد الحاجة اليوم أكثر إلى دعمه ومساندته كي يبقى متماسكاً وقادراً على القيام بمهامه».
وشدّد على «ضرورة دعم العسكري كفرد لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة، إضافة إلى دعم المؤسسة ككل».
ونوه بـ «أداء العسكريين الذين يواجهون هذه الظروف الصعبة بعزيمة وإصرار وانضباط وإيمان بقدسية المهمة، رغم تدهور قيمة الليرة ما أدى إلى تدني قيمة رواتبهم بنسبة تقارب الـ 90% والنسبة عينها تنسحب على التغذية والطبابة والمهمات العملاتية وقطع غيار الآليات».
وأوضح عون: «الجيش هو المؤسسة الوحيدة والأخيرة التي ما تزال متماسكة وهي الضمانة للأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة، وأي مس بها سيؤدي إلى انهيار الكيان اللبناني وانتشار الفوضى».
وأضاف: «نؤمن بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بفضل عزيمة جنودنا وإرادتهم وبدعم اللبنانيين والدول الصديقة».
وفقدت الليرة اللبنانية 90 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار منذ أواخر 2019 في انهيار مالي يمثل أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.