كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
“توقف خدمات الاتصالات والإنترنت في لبنان جراء الانقطاع المتكرر للكهرباء”، عنوان تصدر ما سواه من عناوين الازمة اللبنانية المفتوحة على شتى “الكوارث”.
ويعاني لبنان منذ أسابيع عدة، نقصا حادا في الوقود المخصص لتوليد الطاقة، بسبب عدم توفر الدولار الكافي لاستيراده، وبناء على هذا الواقع غرّد مدير عام “هيئة أوجيرو” عماد كريدية، إن “الارتفاع المستمر بساعات التقنين الكهربائي يتسبب بضغط كبير على مجموعات توليد الطاقة التابعة للهيئة”. وأضاف كريدية، أن ذلك “يسبب أيضا زيادة الطلب على المحروقات التي باتت نادرة بدورها”.
هل فعلا خدمات الاتصال والانترنت مهددة، لماذا دائما الشكوى دون البحث عن الحلول؟!
فقد اشار خبير في قطاع الاتصالات ان التقنين في الكهرباء يؤثر على سنترالات الدولة او على مواقع تواجد الراوتر routers لنقل خدمة الانترنت، قائلا: هذا امر معروف، لكن لا يعني ان لا حلول للمشكلة. بل على العكس لدى هيئة اوجيرو ووزارة الاتصالات القدرة والموارد والمال للتصرف وحل اي ازمة قد تواجه القطاع.
واستغرب المصدر الكلام الصادر عن مسؤولين كبار في اوجيرو وغيرهم من المعنيين بالقطاع، في حين تقع على عاتق المسؤول حل الازمة وليس “النق” فوق رأس العالم، خاصة في موضوع الانترنت، الذي لا يكلّف الدولة شيئا لا سيما بالمقارنة مع ما يوفره من مداخيل.
وشرح الخبير عينه ان الـ e1 الذي يأتي من الخارج، اذا كان يكلف الدولة مثلا نحو 22 دولارا فتبيع الدولة الخدمة الى الناس وتحقق ارباحا توازي 400 دولار، وكلما ارتفعت السعة، كلما انخفض سعر الـe1 .
واعتبر انه اذا كانت اوجيرو لا تستطيع تصريف الاموال من العملة اللبنانية الى الدولار لشراء مازوت خاص بالهيئة، فيمكنها شراءه من الاسواق كي تستمر محركات المولدات بالعمل، كما يمكنها تحسين الصيانة او شراء المولدات… وشدد على ان لدى هيئة اوجيرو اموالها الخاصة التي تستطيع ان تتصرف بها لادارة شؤونها، وهي في الوقت عينه خاضعة للرقابة من قبل ديوان المحاسبة، كونها اموال عامة.
وقال: يجب اجراء الحسابات الدقيقة لدى وزير الاتصالات، واقرار مراسيم سريعة تسمح لهيئة اوجيرو من شراء ما يلزم كون لديها الاموال.
وسئل: لماذا النعي اذًا؟ اجاب الخبير: هناك شيء مستهدف في اطار الازمة اللبنانية، وربما تكون الودائع والاحتياطي الالزامي لدى مصرف لبنان، الامر الذي يبدو وكأن هناك اوركسترا في البلد، بين نغمتين، من يريد المس بالاحتياطي، ومن لا يريد المس به…
ختم: ما نسمعه اليوم يندرج في خانة التهويل السياسي ولا نعرف بعد ما هي اهدافه.