تعليق العمليات الجراحية الباردة والاكتفاء بتلك الطارئة

في الأيام القليلة الماضية، علت صرخة الأطباء والمستشفيات إثر التقنين القاسي في أدوية البنج، ولا سيما دواءَي propofol وesneron وغيرهما، ما اضطر المستشفيات إلى تعليق العمليات الجراحية الباردة والاكتفاء بتلك الطارئة. اليوم، وصلت “الموسى” إلى المختبرات، الخاصة والتابعة للمستشفيات، مع الشحّ الكبير في الكواشف الطبية (مواد كيميائية تُستخدم في التحاليل المخبرية)، وفقدان بعض الأنواع منها، ما أدى إلى “إلغاء” بعض الفحوص الطبية أو الامتناع عن إجراء فحوص أخرى لـ”التوفير” في الكواشف، أو في أحسن الأحوال إرسال الفحوص الضرورية إلى الخارج، مع ما يعنيه ذلك من مصاريف كبيرة، بحسب صحيفة “الاخبار”.

ولإطالة “عمر” الكواشف المخبرية الموجودة حالياً، قرّرت المستشفيات أخيراً الامتناع عن استقبال مرضى من غير مرضاها لإجراء فحوص في مختبراتها، وذلك “لتوفير الكواشف للمرضى داخل المستشفى”، على ما يقول نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون لـ”الاخبار”. إذ لا مفرّ من “التقنين” لضمان علاج “من هم في المستشفى والذين تُعدّ حالاتهم الطبية أدقّ”. ويُرجع هارون القرار إلى التقنين الذي يمارسه أصحاب المستودعات ومستوردو المستلزمات الطبية بدورهم، بسبب احتجاز معاملاتهم في مصرف لبنان، إذ يعمد هؤلاء إلى تشحيل الطلبيات أو بيعها على أساس السعر غير المدعوم.

مع ذلك، لم تُسعف هذه الإجراءات المستشفيات، فقرّر بعضها “تسكير” مختبراته، بحسب ما قالت نقيبة أصحاب المختبرات الطبية الدكتورة ميرنا جرمانوس لـ”الخبار”، مشيرة إلى إقفال مختبرات مستشفيات المقاصد والحريري الجامعي والروم. ومع النقص الحاد في الكواشف المخبرية، جزمت أن مختبرات أخرى ستتخذ القرار نفسه. الأمر نفسه ينسحب على المختبرات الخاصة التي تقفل هي الأخرى. وإن كانت جرمانوس لا تملك عدداً دقيقاً لها، إلا أنها لفت إلى أن المختبرات اليوم “تعسّ”، وغالبيتها لا تملك العدد الكافي من الكواشف للعمل، ومع الوقت “رح تسكّر لحالا”.