اعتاد اللبناني على الأزمات، من الخبز الى البنزين وصولا إلى الدواء. اعتاد على “الطوابير” لشراء أبسط الحاجات.
لكنّ الأزمة اليوم تطرق باب صحته، فبعد فقدان أنواع كثيرة من الأدوية، بات البنج أيضًا على طريق الانقطاع.
وهذه الأزمة ليست جديدة بل دُق ناقوس الخطر من الأسبوع الماضي، وعلى ما يبدو لا يأخذ المعنيون الموضوع على محمل الجِدّ.
نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، كان أول مَن أطلق الصرخة، حيث وجّه “نداء استغاثة” إلى المسؤولين، محذرًا من وقف إجراء العمليات الجراحيّة على أنواعها وحتى الطارئة منها، بسبب انقطاع أدوية البنج. وناشد المسؤولين الإسراع لحلّ هذه “الكارثة” وإنقاذ المرضى من هذا الخطر.
هارون وفي حديثٍ لـ “السياسة” أشار الى أن “البنج يُسلّم الى المستشفيات “بالقطارة”، فالمستورد يقدم طلب اشتراك لمصرف لبنان الذي بدوره يؤمن الدولارات ويعطي الموافقة، الا أن المعاملات كانت متوقفة” لافتا الى أن “أنواع البنج المقطوعة هي أدوية البنج”Propofol” والـEsmeron” ووكيلهما Droguerie de l’Union”، مؤكدًا أنه “من دون هذين النوعين من الدواء يصبح من المستحيل إجراء العمليات الجراحية، لذلك تجد المستشفيات نفسها ملزَمَة بتعليق العمليات”.
وبحسب هارون، فإنّ “حلّا مرتقبا يلوح في الأفق، حيث أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال، حمد حسن أن مصرف لبنان على استعداد لفتح الاعتمادات من دون تحديد وقت معين لذلك ولكن يُفترض هذا الأسبوع”.
وشدد هارون على أن “المستشفيات تحاول قدر المستطاع تأجيل العمليات غير الطارئة لاستعمال المخزون للأمور الضرورية فقط، وعليه لا يمكن لهذه الحالة أن تستمر لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة”.
أما عمليًا وعلى الأرض فلا حلول ولا تزال الأزمة مستمرة، كما أكد هارون.
فهل تكون الحلول قريبة أم أنّ أزمة أشدّ خطورة ستنقض على اللّبنانيين هذه المرّة؟