الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهدد بسحب العسكريين الفرنسيين إذا سارت مالي “باتجاه إسلام راديكالي”، ويقول حول تشاد إن الأمور واضحة لكننا نطالب بانتقال وشمول سياسي.
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” نُشرت الأحد أنّ “باريس ستسحب قوّاتها من مالي في حال سار هذا البلد باتّجاه تطرف إسلامي” بعدما شهدت انقلاباً ثانياً خلال 9 أشهر.
وصرّح الرئيس الفرنسي في مقابلة مع الصحيفة الفرنسية خلال زيارته لرواندا وجنوب إفريقيا، “كنتُ قد قلتُ للرئيس المالي باه نداو، الإسلام الراديكالي في مالي مع وجود جنودنا هناك؟ هذا لن يحصل أبداً، لكن إذا سارت الأمور في هذا الاتّجاه، سأنسحب”.
وقال ماكرون إنّه “مرّر رسالة” إلى قادة دول غرب إفريقيا مفادها أنّه “لن يبقى إلى جانب بلدٍ لم تعد فيه شرعيّة ديموقراطيّة ولا عمليّة انتقال”، مذكراً بأنه قال قبل ثلاث سنوات “في عدد من مجالس دفاع إنه يجب علينا التفكير في الخروج”.
وكان لماكرون تصريح مفاجىء العام الماضي ولقي تنديداً واسعاً حول العالم، قال فيه إن “الإسلام ديانة تعيش اليوم أزمة في كل مكان في العالم، ويحاول خلق منظومة موازية لإحكام سيطرته في البلاد”.
وأضاف أنه “على الدولة الفرنسية مكافحة الانفصالية الإسلاموية التي تؤدي في نهاية المطاف إلى تأسيس مجتمع مضاد”.
وأشار ماكرون إلى أن “هناك في هذا الإسلام الراديكالي، الذي هو صلب موضوعنا إرادة علنية لإظهار تنظيم منهجي يهدف إلى الالتفاف على قوانين الجمهورية وخلق قانون مواز له قيم أخرى، وتطوير تنظيم آخر للمجتمع”.
هذا ويعقد قادة دول غرب إفريقيا قمة الأحد للبت في المسألة الشائكة المتعلقة بردّهم على الانقلابين اللذين قام بهما الجيش المالي خلال 9 أشهر.
وأعلنت المحكمة الدستورية في مالي، أمس السبت، الكولونيل “أسيمي غويتا” رئيساً مؤقتاً جديداً للبلاد.
وأفرج العسكريون في مالي عن رئيس البلاد ورئيس الوزراء الانتقاليَّين، لكنّهم شددوا القبضة على زمام الحكم.
وكانت وكالة “فرانس برس” نقلت عن مصدر عسكري في 24 أيار/مايو اعتقال الرئيس المالي ورئيس وزرائه، بالإضافة إلى وزير الدفاع، ونقلهم إلى معسكر “كاتي”.
وكان ماكرون صرح في قمة دول الساحل الخمس التي عقدت في كانون الثاني/يناير في مدينة بو جنوب غرب فرنسا “أعددت طريق خروج”.
وأضاف “بقيت بناء على طلب الدول لأنني اعتقدت أن الخروج كان نقطة تسبب زعزعة للاستقرار. لكن السؤال مطروح ولسنا في وارد البقاء هناك إلى الأبد”.
ماكرون: “الأمور واضحة” في تشاد
وحول تشاد حيث يرأس محمد إدريس ديبي المجلس العسكري الانتقالي بعد مقتل والده الرئيس الراحل ادريس ديبي إتنو في نيسان/إبريل، يرى إيمانويل ماكرون أن “الأمور واضحة”.
وقال “نحن ندعم ونساعد دولة ذات سيادة حتى لا تواجه زعزعة للاستقرار أو تجتاحها مجموعات متمردة وجماعات مسلحة. لكننا نطالب بانتقال وشمول سياسي”.
وأوضح ماكرون أنه أجرى عند حضوره جنازة إدريس ديبي “حواراً طويلاً” مع محمد ديبي عشية قمة لمجموعة دول الساحل الخمس.
وقال “في صباح اليوم التالي ذهبنا مع رؤساء الدول الآخرين لمقابلته لنطلب منه هذا الانفتاح السياسي بدعم من الاتحاد الأفريقي”.
وحذّر الرئيس الفرنسي من فشل في سياسة التنمية في إفريقيا. وقال: “أقولها بكل وضوح، إذا كنا متواطئين في فشل إفريقيا، فسيتوجب محاسبتنا لكننا سندفع ثمناً غالياً أيضاً خصوصاً على صعيد الهجرة”.
وأكد من جديد أنه يجب بالتالي “الاستثمار بشكل مكثف” في نهاية وباء كوفيد -19 “بما يعادل خطة مارشال”، مغتبراً أن “المجتمع الدولي يجب أن يكون سخياً في القول إننا نلغي جزءاً من الديون لمساعدة الأفارقة على بناء مستقبلهم”.