ما حقيقة موت الملقحين بعد سنتين؟

وكالة “رويترز” ذكرت أنّها قامت بالاستقصاء عن الأمر، لكنّها لم تعثر على أيّ دليل مستقلّ يُثبت أنّ العالم الفرنسي قد أدلى بمثل ذلك الكلام الخطير المنسوب إليه. وأوضحت الوكالة أنّ “الروابط المصاحبة للتّدوينة لا تقدّم أي إثباتات، حيث إنّ مقطع الفيديو القصير، الذي يظهر فيه مونتانييه متحدّثاً بشكل عام عن سلالات كورونا ومتحوّلاته ولقاحاته، كانت ترجمته المصاحبة على الشاشة تتحدّث عن شيء آخر تماماً لا يتعلّق بكون المُطعَّمين سيموتون في غضون سنتين”.

كذلك نفت مؤسسة “RAIR Foundation USA”، التي نُسب إليها الخبر من الأساس، تداول الأكاذيب حول مونتانييه. وأكّدت أنّ التّحريف الصّريح لبيان مونتانييه يأتي بعدما كشف أنّ لقاح الفيروس التاجي “يخلق متغيّرات”، كما ورد في “RAIR Foundation USA”. من غير الواضح إذا كانت الشائعة قد بدأت محاولةً ساخرةً لتشويه سمعة مونتانييه، أو إذا كانت قد بُثّت لتأكيد خطورة اللّقاح. في كلتا الحالتين، لم يقل الحائز جائزة نوبل شيئاً مشابهاً.

 

في لبنان جزم رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، جزم في حديث لـ”أساس”، أنّ “هذه الأقاويل هي أكاذيب وتحوم حولها الشكوك. ولوك مونتانييه لم يقل إنّ جميع الذين تلقّوا لقاح كورونا سيموتون في غضون عامين، وذلك وفقاً لعدّة تقارير نشرت في مواقع (india today)، (science the wire). إنّها ليست المرّة الأولى التي يثير فيها مونتانييه الجدل بتصريحاته، فقد كانت له تصريحات سابقة سبّبت بلبلة في الخارج ودول العالم”.

وبحسب البرزي فإنّ “هذه واحدة من الحملات المبرمجة المضادة للقاحات. فمثل هؤلاء لهم مصلحة كبيرة بالتسويق لهذه الأخبار. في لبنان بعض الأشخاص يهوون التسويق ضد اللقاح وفعاليّته، ويلجأون إلى كلّ الوسائل، المشروع منها وغير المشروع. لذلك لاحظنا انتشار هذا الخبر بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي”.

 

وختم البزري مؤكّداً أنّه “إذا بدأنا نلاحظ أثر هذه الأخبار من خلال نجاح مطلقيها في فرملة التلقيح، سنتدخّل من أجل تسريعه. وخلاصة الكلام أنّ مونتانييه لم يقُل إنّ جميع الذين تلقّوا لقاح كورونا سيموتون في غضون عامين. والحقيقة هي أنّ جميع اللّقاحات، بما فيها لقاحات كورونا، تُنقذ الأرواح”.