احتفل سكان مدينة الميناء بكرنفال “الزامبو” السنوي في بداية موسم الصوم الكبير لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي, وهو طقس اعتادوا على إقامته منذ أكثر من قرن.
بدأ الاحتفال بدهن الأجسام والوجوه باللون الأسود المصنوع من مادة الفحم والمغرة إضافة إلى اللونين الأحمر والأصفر، ولبس المشاركون الزي الافريقي من تنانير ورقية وقبعات ملونة من الريش، وحملوا العصي، ومن ثم جابوا الشوارع والاحياء القديمة على وقع قرع الطبول والمزمار ووسط أغاني الزامبو والرقصات الغريبة عن عاداتنا العربية والقريبة من الرقصات الافريقية والبرازيلية.
وفي الختام غطس المشاركون في بحر الميناء، وعمدوا الى تنظيف أجسادهم رغم تدني حرارة مياه البحر.
وأكد أحد المشاركين أن “مهرجان الزامبو يقام سنويا قبل موعد الصوم لدى الطوائف الشرقية، ولكن ليس له علاقة بأي معتقدات دينية، بل هو مجرد عادات وتقاليد عرفها أبناء المدينة منذ أوائل القرن الماضي وتوارثوها عن أجدادهم ولا يزالون، ويشارك فيه أبناء المدينة من كل الاعمار والطوائف”. فمنطقة الميناء القديم يسكنها خليط من المسيحيين والمسلمين، ويعتقد أهلها أن المهرجان يساعد في التقريب بين الطائفتين.
وابتهج اللبنانيون بهذا الحدث السنوي الذي منحهم فرصة أيضا للتخلص من أجواء الأزمات الكئيبة المتوالية على لبنان بدءا من تفاقم المشكلات الاقتصادية وصولا إلى قيود انتشار فايروس كورونا في البلاد. ويختلف سكان مدينة طرابلس حول أصول الكرنفال، حيث تعتقد أغلبيتهم أنه تقليد بدأ قبل أكثر من قرن على يد أحد المهاجرين الأوائل من المدينة إلى البرازيل، الذي حمل حين عاد إلى موطنه طرابلس المهرجان معه، في حين يقول آخرون إن العكس هو الصحيح، وأن اللبنانيين المهاجرين إلى البرازيل أخذوا معهم تقليد الزامبو إلى بلدهم الجديد ليصبح في ما بعد مهرجان الريو.