تكتل “الجمهورية القوية” يقاطع الجلسة النيابية غدا

عقد تكتل الجمهورية القوية اجتماعاً مساء أمس برئاسة ‏رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تداول فيه موضوع ‏الدعوة إلى جلسة الهيئة العامة للمجلس النيابي المقرر عقدها بعد ظهر ‏يوم غد الجمعة.

وبعد الاجتماع اصدر التكتل بياناً اعتبر فيه انه “في ضوء الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب اللبناني، في أسوأ ‏مرحلة من تاريخه الحديث، والذي يتعرّض على يد السلطة الحاكمة ‏إلى كل أنواع المخاطر المحدقة على صحته وقوته وأمواله وأمنه ‏وأمانه، والذي عبّر منذ 17 تشرين الأول من العام 2019 عن توقه ‏الى تغييرٍ جذري في الطبقة السياسية الحاكمة وفي طريقة ادارتها ‏لشؤون الدولة، فلا السلطة تغيّرت ولا أداؤها تحسّن”.

وفي ضوء العجز الكلّي عن تشكيل حكومة جديدة منذ أكثر من سبعة ‏أشهر، على الرغم من الحاجة القصوى الى تشكيلها وفقاً لما أتفق ‏عليه من خلال المبادرة الفرنسية، عجزٌ يترافق مع لامبالاة فجّة من ‏قبل المعنيين من أهل السلطة، ومع انصرافٍ منهم عن المصلحة ‏الوطنية العامة باتجاه المصالح الشخصية الضيقة، وفي ظلّ تعمّد حكومة تصريف الاعمال الامتناع عن إدارة شؤون ‏الدولة في هذه الظروف الاستثنائية على جميع المستويات، والتي ‏تقتضي منها انكباباً على معالجة شؤون البلاد والعباد وفقاً لأحكام ‏الدستور الذي يوجب عليها تصريف الأعمال من جهة، ووفقاً ‏للموجبات الأخلاقية البديهية التي تلقي على عاتق الحاكم مسؤولية ‏تسيير اعمال الدولة عند تعرّضها لمخاطر كتلك التي يتعرّض لها ‏لبنان هذه الأيام، من جهة اخرى وانطلاقاً من تماهي التكتل مع مطالب الشعب اللبناني الذي يعبّر بكلّ ‏وضوح ومسؤولية عن ايمانه بأن الحلول الكبرى للمشاكل الكبرى ‏التي أوصلتنا اليها سياسات هذه السلطة لا يمكن أن تنتجها الا سلطة ‏جديدة منبثقة عن انتخابات نيابية مبكرة تستعجل الحلول وتمنع ‏الانهيار المتسارع.

وتابع البيان: “ادراكاً من التكتل لعمق الأزمة الحالية وعدم قبوله بأن يُساق الى ‏جلسات نيابية توحي بأن أمور الوطن تسير على ما يرام وكأن شيئاً لم ‏يكن منذ 17 تشرين 2019 وحتى اليوم، وبأن عمل المؤسسات منتظم ‏وشؤون البلاد ميسّرة ومضبوطة، في حين ان الأمر هو عكس ذلك ‏تماماً حيث ان مشاكل لبنان لا تُعالج بإقرار قانونٍ من هنا واتخاذ ‏قرارٍ من هناك، بل هي من العمق ما يستوجب ابعد من المعالجات ‏السخيفة والسطحية التي تطرحها السلطة، ومن السوء ما لا ينفع معه ‏العلاج بالمسكنّات بل بالوصول الى لبّ المرض واستئصاله، وعطفاً على جميع مواقف التكتل السابقة التي أكّد فيها بالقول وبالفعل ‏ان بقاءه في المجلس النيابي لا يهدف الى مجاراة أهل السلطة في ‏طريقة ادارتهم للمؤسسات الدستورية والتعايش معها او تأمين التغطية ‏لها، بل هو يهدف أولاً وأخيراً الى إيصال صوت الناس الى داخل ‏البرلمان والوقوف قدر المستطاع بوجه كل ما من شأنه المساس ‏بالمصلحة الوطنية العامة، واقتناعاً من التكتل بأن المطلب الشعبي العارم يتجاوز بأشواط ‏حصوله على منفعةٍ من هنا او تحسين وضعٍ آني من هناك، بل يرمي ‏الى بناء الدولة القادرة العادلة التي تحتضن شعبها بسيادةٍ ناجزة ‏ومؤسسات فاعلة واقتصادٍ ناشط، وبأن ملاقاة الناس في أمانيها ‏يفترض العمل على اسقاط هذه السلطة بالذهاب الى انتخابات نيابية ‏مبكرة وليس بالذهاب الى جلسةٍ نيابية، وان كان ظاهرها يوحي ‏بإعطاء الشعب بعضاً من حقوقه، الا أنها في جوهرها محاولة يائسة ‏الى تثبيت دعائم السلطة الحالية خلافاً للإرادة الشعبية”.

وختم التكتل بيانه: “لكل ما تقدّم، قرّر تكتل الجمهورية القوية مقاطعة جلسة المجلس النيابي المقرر ‏عقدها بعد ظهر يوم غد الجمعة، محتفظاً بحقّه في حضور أي جلسات ‏لاحقة من شأنها تحقيق كل او بعض الأهداف المشار اليها أعلاه‎.”