ميسم بوتاري- العربي المستقل
موجة غير مسبوقة من الاحتجاجات التضامنية مع فلسطين شهدتها الجامعات الاميركية، لتكون انطلاقة الى عدد من الدول الاوروبية التي حذت حذو طلاب اميركا رافعة الصوت معلنة وقوفها الى جانب غزة رافضة لحرب الابادة الصهيونية المتواصلة على القطاع منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي.
ولأن “العربي المستقل”، دائما ما كان السباق في نقل الصورة كما هي، كنا لنا هذا الحديث مع المديرة التأسيسية للبرنامج الاكاديمي لدراسات الجاليات العربية والمسلمة في المهجر في جامعة ولاية سان فرانسيكسو ومؤسسة المشروع البحثي، تدريس فلسطين: “الممارسة التربوية وشمولية العدالة”، الدكتورة رباب عبد الهادي، التي اشارت الى أن “المطلب الأساسي للاحتجاجات الطلابيّة في الولايات المتّحدة الاميركيّة هو ايقاف المجزرة الدموية في غزة، ووقف اطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية، لتعود الحياة الى طبيعتها ويتمكن الناس من دفن شهدائهم، بالتالي المطلب الآني هو وقف الإبادة الجماعية في غزة ووقف حملات الإعتقالات والقمع ووقف محاولة الاستيلاء على الاراضي ووقف استمرار الاستيطان العنصري في كل فلسطين”.
عبدالهادي واذ اشارت في حديثها لـ “العربي المستقل”، الى أنّ الحراك الطلابي الحالي هو “نتيجة عمل تراكمي لسنوات طويلة في الجامعات الاميركية المختلفة”، لفتت الى أن “نواة الاحتجاجات بدأ في جامعة كولومبيا وهو ما يثير الانتباه، لأن الجامعة هي من أعرق جامعات العالم وأغناها وهي من سلسلة الجامعات التي تعمل على تربية قادة مستقبليين في الولايات المتّحدة والعالم الامبريالي”، مشيرة الى أنّ “لجنة الطلاب من أجل العدالة في فلسطين والمجموعة الطلابية الصوت اليهودي للسلام، بدأتا الاحتجاجات في الحرم الجامعي، فما كان من رئيسة الجامعة الا إلغاء المؤسستين فلجأ الطلاب في اليوم التالي لتأسيس تحالف ضد الفصل العنصري في فلسطين والاستعمار الصهيوني وواصلوا احتجاجاتهم ما زاد القمع تجاههم ليكون لهم ردة فعل اقوى مقررين العسكرة في الجامعة، لما لتلك الخطوة من رمزيّة في الولايات المتحدة والتي هي في الأساس مستوحاة من الانتفاضات والثورات العربية، وهي عبارة عن اعتصامات سلميّة، لم تتعامل معها قوات القمع بهذا الشكل، وحاولت القضاء عليها، فيما واجه الكثير من الطلاب تهما جنائية، فيما فصل آخرون وحرم غيرهم من التخرج”.
واشارت عبد الهادي الى أن “التحركات هذه سرعان ما بدأت بالتدحرج ككرة ثلج، خصوصا وأنّ الطلاب واعون لما يقومون به ومدعومون من أساتذتهم ومن المؤسسات المختلفة”، لافتة الى “الترابط القويّ ما بين الطلاب والشباب والمتظاهرين ونقابات العمّال وحركات المرأة والاكاديميين والاساتذة”، مؤكدة أنها “حركة متواصلة، ما كان يمكن لتحدث لولا وجود إسناد، فالصمود يتطلب مقوّمات”.
ولفتت الى أن “الحراك الطلابي والشبابي من أجل فلسطين توسّع بشكل كبير جدا ليصل الى إحتلال الكونغرس وأكبر محطة قطارات في نيويورك وأكبر جسر في سان فرانسيسكو ما أدى الى اعتقال 78 شخصا، ما اضطر المدعي العام الى اسقاط التهم ضدهم من تهم جنائية الى سياسية والافراج عنهم مقابل غرامات، ما شكل انتصارا للحركة، وهو ما شجع الناس اكثر للمشاركة فيها”.
وعن الصعوبات التي واجهتها هذه الاحتجاجات، اكدت عبد الهادي انها “تمثلت بالقمع المتصاعد على مستويات مختلفة، ففي جامعة كولومبيا مثلا قام طلاب ممن خدموا بجيش الاحتلال سابقا برش المياه العادمة على الطلاب المحتجين ضد العدوان على غزة من دون ان تحرك ادارة الجامعة ساكنا مكتفية بالقول انها ستفتح تحقيقا حول الموضوع ليتم فرض تعتيم اعلامي عليه، وفي جامعة لوس انجلوس تم اطلاق النار على الطلاب، فضلا عن القرارات القاسية التي تتخذها الجامعات بحق الطلاب والاساتذة، ولكن الاعداد الكبيرة للناس والمشاركين تفشل مخططات الادارات الاميركية بالقضاء على هذه التحركات”.
واشارت الى أن “الكونغرس أصدر قرارات تدين الحركة الطلابيّة وتقول ان هذه التحركات مع فلسطين هي معاداة للسامية او يساووا بين المعاداة للصهيونية والمعاداة للسامية، وهذه تهمة عنصرية، في محاولة لتشويه الحركات الاحتجاجيّة ضد العدوان لصهيوني على قطاع غزة، وذلك بهدف إفقاد هذه الحركة للدعم من الرأي العام الأميركي الذي يتطوّر أكثر وأكثر باتجاه دعم القضيّة الفلسطينيّة وانخفاض أسهم الدعم للكيان الصهيوني”.
وعن أثر الاحتجاجات في الشارع الاميركي، أكّدت عبدالهادي لـ “العربي المستقل” أنّ لهذه الاحتجاجات تأثيرات كبيرة، حيث أصبحت عملية التفاعل مع المجازر التي يرتكبها العدو في غزة مختلفة جدا، وبات هناك تعاطف اميركي مع ابناء غزة ومعارضة للاحتلال والتمييز والعنصرية، مع التأكيد على انه كان للدور الفلسطيني في المقاومة والتصدي اهمية في جذب الرأي العام”.
وبحسب عبدالهادي “لولا دعم الولايات المتحدة لـ”اسرئيل” بشكل لا محدود بالمال والاسلحة التي تقتل الشعب الفلسطيني في غزة وترتكب المجازر لتوقف العدوان الصهيوني وبالتالي فإن توصل العدوان يأتي نظرا لتوافق الرؤى بين الولايات المتحدة واسرائيل اللذين يتفقان في كثير من الامور ومن بينها العنصرية والمصالح المشتركة في المنطقة وسعيهم الدائم للسيطرة عليها، وتعمل جاهدة للقضاء على كل من يحاول الوقوف بوجهها سواء في فلسطين او لبنان او اليمن او العراق او سوريا او مصر”.
AMED STUDIES SFSU https://www.facebook.com/p/AMED-Studies-at-SFSU-100064100371121/
Dr. Rabab Abdulhadi: https://www.facebook.com/rabab.abdulhadi/