نظّمت مؤسسة “مهارات” و”انترنيوز” “مهرجان الإعلام الجديد: الأصوات المتنوعة والمستقلة مهمة” أمس في Artwork بيروت – الحمراء، في ختام مشروع “تعزيز الأصوات المتنوعة في لبنان” الذي تدعمه سفارة هولندا في لبنان، شارك فيه صحافيون ومواطنون وضم منصات إعلامية متنوعة ومستقلة “نقد بوليتيكس”، “بشوفك”، “شريكة ولكن”، “الراوية”، “المباشر”، “منصة الحداثة”، “أنا هون”، “Tripoli LBN”، “سبوت كاست”، وعرض المهرجان إنجازات هذا المشروع ووفر فرصة للتواصل بين المشاركين.
وعمل مشروع “تعزيز الأصوات المتنوعة في لبنان”، بحسب المنظمين، على “معالجة الفجوات في المعلومات والقدرات عبر إطلاق دراسة عن “تقويم المشهد الاعلامي والعلوماتي في لبنان”، وعمل على “تعزيز المحتوى الإعلامي الجيد الذي يلبي حاجة الشباب والنساء من المعلومات الموثوق به والحيادية عبر التعاون مع مجموعة من المنصات البديلة لتدريبهم على منهجيات جديدة تتضمن تقنية الإصغاء إلى الجمهور، فضلًا عن التعاون مع مجموعة من 40 صحافي مواطن من كل أنحاء لبنان لإنتاج محتوى يلبي حاجات الجمهور ومبني على تطبيق منهجية الإصغاء إلى الجمهور، وتم تدريبهم على أساسيات الصحافة، وتلقوا الدعم التقني والمتابعة خلال إنتاج محتواهم، ودعم بناء القدرات المخصصة لمنصات الإعلام البديل”.
مخايل
انطلق النشاط بكلمة للمديرة التنفيذية لـ”مؤسسة مهارات” رلى مخايل أكدت فيها أن “المنصات البديلة شكلت فرصة كبيرة عبر الانترنت لنشر صورة الإعلام الحر والمستقل، وموضوع دعم هذه الأصوات المستقلة أساسي لتشجيع العمل على بيئة داعمة لها”.
وأضافت: “تقدمت “مؤسسة مهارات” بقانون إعلامي جديد، ولكن لا يزال حتى اليوم في أدراج مجلس النواب،وهناك مشروع لقنونة الإعلام الإلكتروني في المجلس النيابي، لذلك يجب التأكد من وضع قانون يحقق الحماية للصحافة البديلة ولا يكبلها”.
وشددت على “ضرورة ايجاد بيئة حاضنة للإعلام مبنية على الحقائق، مستقلة ومحمية وليست مبني على البروباغندا”.
وختمت: “حان الوقت لحصول قفزة جديدة للإعلام ليعود إلى مكانته الريادية التي كان عليها من قبل”.
نصر
ونوّهت المديرة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “انترنيوز” سوزن نصر، بـ”شجاعة المنصات الإعلامية البديلة والعمل الدؤوب التي قامت به في ظل الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان”.
وقالت: “جميع المنصات الإعلامية التي عملت على توصيل المعلومات إلى اللبنانيين والقيام بعمل صحافي مهني، صحيح أن الإعلام لا يمكن أن يحل الأزمات ولكن يؤدي دورًا كبيرًا في الإضاءة عليها كخطوة أولى نحو الإصلاح”.
السفير الهولندي
وألقى السفير الهولندي هانز بيتر فان دير وود، أكد خلالها أنه “على رغم تقلص مساحات الحريات عالميًا في خضم الأزمات وفي الضيقات التي يمر بها العالم، كان لها أيضًا دور مهم في محاربة التلاعب بالمعلومات وانتشار الأخبار الكاذبة في وقت كثرت هذه الأنواع من الأخبار وأصبح من الضروري العمل على إعادة بناء الثقة بين المواطنين والإعلام”.
“الاستماع الى الجمهور لايجاد محتوى تفاعلي وبنّاء”
وتحدثت في جلسة الحوار الأولى التي حملت عنوان “الاستماع إلى الجمهور” عن “أهمية تطبيق آلية الـ “Listening post” اي الاستماع الى الجمهور” وأدارتها مديرة مهارات عن “قدرة إنتاج منصات الوسائط البديلة محتوى جذّاب تفاعلي يجيب عن حاجات الجمهور المستهدف ومطالبه”.
وأجمع المتحدثون من مختلف المنصات البديلة كارل حداد من منصة “نقد بوليتكس”، مريم ياغي من منصة “شريكة ولكن”، رولا موسى من منصة “الحداثة”، سعد مطر من منصة “انا هون”، فرح الحسنية من منصة “بشوفك” على افادتهم ” الكبيرة من هذه التقنية” وتمكنهم من “فهم والجمهور والتقرب إليه، ورؤية فارق كبير في تعامل الجمهور معهم إذ شعر بأن هذه المنصات هي أيضًا قريبة منه ويهمها توصيل صوته ومطالبه لو لم يكن في مقدورها معالجة مشاكله”.
في نهاية الحوار، توصل المشاركون إلى مجموعة توصيات أبرزها; “ضرورة وجود ائتلاف للمنصات البديلة بهدف التواصل بين الصحافيين، وأهمية التشبيك بين المنصات لامرار هذه المعرفة والمتابعة بالعمل عليها”.
جلسات المناقشة المفتوحة
بعد هذه الجلسة انطلقت جلسات نقاشية تفاعلية في ثلاث غرف منفصلة تحدثت عن “صحافة الحلول”، “الصحة النفسية” و”صحافة المواطن”، كان الهدف منها توفير فرصة للصحفيين والمواطنين الصحفيين لمناقشة هذه المواضيع بشكل جماعي والتنقل بين الغرف بحسب اهتماماتهم”.
المرأة في الإعلام والسياسة
وعرضت في الجلسة الثانية 3 نساء “دور المرأة في الإعلام والعنف الذي تتعرض له والتضييق خلال ممارسة عملها”. تحدثت الناشطة والصحافية جويل عبد العال عن “أهمية تضخيم أصوات النساء وقضاياهن عبر وسائل الإعلام”.
وروت مؤسسة منصة “الراوية” ميشال عيد “الضغط النفسي التي تعيشه المرأة وضرورة مشاركة المشاعر والحالة النفسية للأفراد حتى خلال عملهم، الذي ينعكس إيجابًا على إنتاج المحتوى وإيصالها للجمهور”.
وشاركت المحامية فيرينا العميل أصغر مرشحة خلال انتخابات 2022، مع الحضور “التجربة الشخصية التي عاشتها مع وسائل الإعلام أثناء الانتخابات والتمييز الذي واجهته كامرأة وفي الغالب كمرشحة شابة”.
“بُعد الناشط في الإعلام البديل”
وعقدت جلسة حوار ثالثة أدارتها الصحافية ديانا مقلد تركزت على “بُعد الناشط في الإعلام البديل” ناقشت مع ضيوفها ناي الراعي باحثة نسوية، صحافية وناشطة، رواد ضاهر من “بالمباشر”، ميشال عيد من منصة “الرواية”، زهراء ديراني من “شريكة ولكن”، وسعد مطر من “أنا هون” السياسة المتبعة في المنصات في تغطية الأحداث إذا كانت تعتمد على المعايير الكلاسيكية للصحافة فقط أو تمزج بين الأساسيات الصحافية والنشاطية، والمصادر وسرعة نشر الخبر الذي تعتمده”. إذ أكد المشاركون في الحوار “ضرورة المزج، في بعض الأوقات، بين هاتين السياستين لتتمكن من إحداث فرق والتميّز عن الإعلام البديل”. واعتبروا “المزج بين الأكاديمية والنشاط أمر ضروري، من المفترض اتباعه منذ البداية”.
وناقشت مقلد “التحيّز في الضيوف واختيارهم، والتحيز في اختيار المواضيع، ومن هنا انقسمت الآراء بين من هم ضد إعطاء مساحة للمتجني ومن يرى هناك ضرورة لذلك وخصوصًا في حال السياسيين للتذكير بأعمالهم وأخطائهم أمام الجمهور”.
وأكدت المنصات تمكنها من “إحداث” فجوة ولو صغيرة في عالم الصحافة على رغم من سيطرة الإعلام التقليدي عليه”، وأملت في “توسيع هذه الفجوة لايجاد موقع خارج استقطاب الإعلام التقليدي”.
“المشهد القانوني للإعلام البديل معقد”
وفي جلستين متوازيتين تحت عنوان “اسأل الخبراء”، تركزت الجلسة الأولى على “المشهد القانوني للإعلام البديل” تحدث خلالها الخبير القانوني المحامي طوني مخايل وكانت هناك مداخلات لأنطوني بركات من منصة “نقد”، وسعد مطر من “أنا هون”. وتوقف مخايل عند “الصعوبات التي تواجهها المنصات من جهة تسجيلها قانونًا والوضع الاقتصادي والمالي وأزمة المصارف التي تلزم المنصات فتح حساب بالعملة اللبنانية”.
وقدّم توصيات ختامية “تساعد المنصات على فهم المشهد القانوني وآلية التسجيل”.
“التحقق من صحة الخطابات السياسية: نظرة إلى الانتخابات البلدية”
الجلسة الثانية عرضت “أهمية التحقق من صحة الخطابات السياسية أثناء الانتخابات” وقدمّ خلالها فريق التحقق من المعلومات في “مؤسسة مهارات” الصحافيان لورا رحّال وبلال ياسين “أبرز المعلومات التي تم التحقق منها خلال الانتخابات النيابية وبعدها، والنتائج التي توصل إليها تقرير “مقالات التحقق من المعلومات الانتخابية” بالأرقام.
وأشارت منسقة الإعلام والتواصل في “الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات” لادي ساندريلا عازار إلى “أبرز أعمال الرصد والمراقبة التي قامت بها LADE خلال الانتخابات، بالتعاون مع فريق التحقق من المعلومات في “مهارات”.
وشاركت الصحافية فرح الحسنية من منصة “بشوفك” خبرتها خلال فترة الانتخابات و”الدور التي ادته المنصة على رغم عدم انغماسها بالمسائل السياسية بهدف نشر التثقيف الانتخابي لسكان الشوف”.
ولفتت عازار إلى انه “قد تكون عملية ضبط الانتخابات البلدية ومراقبتها أصعب بسبب عدد البلديات والأيام التي ستُجرى خلالها الانتخابات، وغياب هيئة مستقلة تُشرف على الانتخابات، واختلاف الخلفية وتحديداً المادية للمرشحين” كإحدى أبرز التحديات التي تمثلها الانتخابات البلدية”.
وفي الختام، قدم المشاركون سلسلة توصيات للانتخابات البلدية المقبلة أبرزها; “التحلي بالمسؤولية خلال نشر المعلومة، والتروي قبل النشر للتأكد من المصادر وصحة الخبر، التواصل المباشر مع المصادر الأساسي والأشخاص المعنيين للتحقق من الأخبار وأهمية التشبيك بين المنصات المحلية والمؤسسات المراقِبة والتحقق من المعلومات لتوسيع عملية المراقبة”.