اطباء بلا حدود عدد اللبنانيين بتزايد في عياداتنا

أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان، أن “عددا متزايدا من اللبنانيين يطرق أبواب عيادات المنظمة منذ العام الماضي لعدم قدرته على تغطية التكاليف الطبية بعد الآن. خلال عام 2020، ازداد عدد المرضى اللبنانيين في الهرمل – البقاع الشمالي المصابين بأمراض غير معدية الذين التمسوا الرعاية التي نوفرها في عيادتنا، متجاوزا ضعف عدد المرضى في عام 2019. كما ارتفع عدد استشارات طب الأطفال للمرضى اللبنانيين الصغار في عيادتنا في عرسال – البقاع، بنسبة 100 بالمئة في غضون عام واحد”.

ولفتت المنظمة إلى أنه “خلال العام الماضي، لاحظ العاملون في عيادات أطباء بلا حدود زيادة في مستوى الحاجة بين أوساط المرضى. ويشكو كثيرون منهم من المشاكل المالية المرتبطة بالحال الاقتصادية للبلاد، والتي تحد من قدرة البعض على متابعة العلاج الطبي. وبات التأثير السلبي على الصحة النفسية للناس ملحوظا أيضا، ويمثل مصدر قلق كبير لمنظمة أطباء بلا حدود”.

وأشارت إلى أنه “وفقا للأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف سكان لبنان واقعون في شراك الفقر، وهذا المعدل يكاد يكون ضعف معدل العام الماضي. أما بالنسبة إلى اللاجئين السوريين الذين يعيشون في البلاد، يقدر أن 89 في المئة منهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع، أي أنهم يعيشون بأقل من 10000 ليرة لبنانية أي ما يعادل 2.5 دولار أميركي في اليوم للشخص الواحد، وفقا لسعر صرف البنك المركزي”، لافتة إلى أن “نظام الرعاية الصحية الشديد الخصخصة في لبنان يمثل في الأساس عائقا كبيرا أمام الأشخاص الأكثر حاجة في البلاد، والذين يعانون للحصول على رعاية ميسورة التكلفة. وجاء معدل التضخم السنوي، الذي قفز إلى أعلى من 133 بالمئة في تشرين الثاني 2020، ليضرب اللبنانيين واللاجئين على حد سواء، وقوض بشكل مباشر من قدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية”.

واعتبرت أن “جائحة كوفيد -19 التي ضربت البلاد في الربيع والانفجار الكبير الذي تلاها في مرفأ بيروت في آب 2020، أديا إلى تفاقم الوضع المتردي أساسا في لبنان، ولحقت أضرارا إضافية بنظام الصحة العامة الضعيف، الذي كان يواجه بالفعل حالات نفاذ منتظمة للأدوية والإمدادات الطبية الأخرى بسبب الأزمة المالية. وإضافة إلى ذلك، تسبب انفجار 4 آب، الذي خلف آلاف الجرحى وأجبر مئات الآلاف على النزوح، بتدمير البنية التحتية، بما فيها مستشفيات عدة. كما تعرض المستودع المركزي لوزارة الصحة في الكرنتينا، حيث كانت تخزن كل الإمدادات الطبية الوطنية، لأضرار بالغة”.

وأعلنت أن “استطلاعا أجرته فرق المنظمة على عينة عشوائية من 253 مريضا من مرضانا المصابين بأمراض مزمنة، والذي عولجوا في إطار الاستجابة الطارئة لأطباء بلا حدود بعد الانفجار، أظهر أن 29 في المئة من المرضى كانوا توقفوا عن تناول أدويتهم أو قننوا في استهلاكها قبل الانفجار. وذكر نحو نصف هؤلاء المرضى أن الصعوبات المالية هي السبب الرئيسي الكامن خلف ذلك، في حين قال 11 في المئة أن السبب هو نقص الأدوية”.

وأشارت إلى أنه “منذ الانفجار ناضل النظام الصحي العام أيضا للتعامل مع العدد المتزايد لحالات الإصابة بكوفيد-19، والتي ارتفعت من أقل من 200 حالة يوميا قبل الانفجار إلى متوسط قدره 1,500 حالة يوميا في كانون الأول 2020. وحتى اليوم، يتجاوز إجمالي الحالات المبلغ عنها 199,000 حالة”، لافتة إلى أنها “منذ آب 2020، عززت استجابتها لمكافحة كوفيد-19 في لبنان بغية دعم نظام الصحة العامة المجهد في مكافحة الجائحة”، وقالت: “حولنا موقتا المستشفى الذي نديره في بر الياس في سهل البقاع إلى مرفق يعنى بكوفيد-19، تبلغ طاقته الاستيعابية 15 سريرا عاديا و5 أسرة عناية مركزة. وامتلأت وحدة العناية المركزة بالكامل منذ الأسبوع الأخير من أيلول 2020. وندير أيضا مركزا للعزل في سبلين في جنوب البلاد، بالتعاون مع الأونروا UNRWA. وعلاوة على ذلك، تجري فرق المنظمة اختبارات كوفيد-19 وتضطلع بأنشطة التوعية الصحية والتدريب في مواقع مختلفة في كل أنحاء لبنان”.

ولفتت إلى أن “إجراءات الإغلاق العام ساهمت، رغم ضرورتها، في تفاقم الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الناس”، وقالت: “بالنسبة إلى الكثير من الناس في لبنان، سواء أكانوا لبنانيين أم لاجئين أم عمالا مهاجرين، تأتي الأزمة الاقتصادية الحالية وتدهور الظروف المعيشية على رأس الأحداث المؤلمة والتجارب المجهدة التي سبق واضطروا للتصدي لها، مثل النزاع أو النزوح. وتساهم عوامل الإجهاد المستمرة هذه في اختلال صحتهم النفسية، إذ تظهر على العديد من المرضى الذين يطلبون خدمات الصحة النفسية من منظمة أطباء بلا حدود في لبنان، أعراضا مرتبطة بالمعاناة النفسية والاكتئاب والقلق واليأس”.