كتبت صحيفة “النهار” تقول: يخرج استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية الذي كان يفترض ان يجري في الربيع المقبل من سياق “السنة الانتخابية” الحالية ذات الثلاثة استحقاقات متعاقبة بلدية ونيابية ورئاسية نظرا الى عجز الدولة عن الإيفاء بمتطلبات هذه الاستحقاقات الثلاثة في ظروف الانهيار المالي والاقتصادي والإداري الذي كاد يجهز على قدراتها كافة . ويتوقع ان تتخذ الحكومة اليوم قرار ارجاء الانتخابات البلدية والاختيارية والتمديد سنة للمجالس البلدية والاختيارية القائمة في جلسة يعقدها مجلس الوزراء بعد الظهر في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وعلى جدول اعمالها 26 بندا، ابرزها مشروع قانون معجل يرمي الى تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية، وعرض وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي لدراسة أعدتها الوزارة حول الية اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى “ميغاسنتر” في الانتخابات النيابية العامة للسنة 2022، فضلا عن مشروعي قانون الأول لحفظ الطاقة والثاني لانتاج الطاقة المتجددة الموزعة إضافة الى بنود أخرى تتناول مواضيع مختلفة.
وإذ يسلط التمديد للمجلس البلدية والاختيارية الضوء على عجز الحكومة عن انجاز هذا الاستحقاق الثالث فان من شأن هذا الاجراء ان يضيء أيضا على أوجه العجز الكثيرة المحتملة والتي بدأت تطل برأسها من الان في إدارة عملية الانتخابات النيابية بكل مراحلها التنفيذية لناحية توفير الإجراءات اللوجستية الكافية لتأمين انتخابات لا تشوبها ثغرات وشوائب وانتهاكات تعرض صدقيتها للسقوط . ذلك ان الواقع المالي والخدماتي والإداري في البلاد ينذر بتفاقم خطير لجهة انعكاس الارتفاعات المطردة في أسعار المحروقات كما في واقع الكهرباء والخدمات الحيوية الأخرى على سلامة العملية الانتخابية وإتمام مراحلها بالحد الأدنى من المعايير التي تكفل شفافيتها . وقد تفاقمت المخاوف لهذه الجهة في ظل القفزات الطارئة على أسعار المحروقات متأثرة بالحرب الروسية على أوكرانيا بما ينذر بالمزيد لمدة طويلة مقبلة . وقد سُجّلت امس مثلا قفزة كبيرة في اسعار المحروقات ارتفع عبرها سعر صفيحة البنزين 95 و98 أوكتان 28000 ليرة، كما ارتفع سعر المازوت 41000 ليرة وسعر الغاز 15000 ليرة. وعزي ذلك الى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وتخطّي سعر برميل النفط الـ 116 دولاراً أميركيًّا . واعلن رئيس تجمّع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس “أننا في حالة استثنائية منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما نراه اليوم أمر غير مسبوق”، معتبراً “أن أحداً لا يمكن أن يتوقّع إلى أي مستوى يمكن أن تصل أسعار المحروقات فهي قد تتراجع أو ترتفع”.
“الميغاسنتر”
وفي السياق الانتخابي أعدّت وزارة الداخلية دراسة حول اعتماد آلية مراكز الاقتراع الكبرى “ميغاسنتر”في الانتخابات النيابية للعام 2022، وشملت هذه الدراسة النواحي القانونية، الاجرائية واللوجستية ، والموارد البشرية المطلوبة. وخلُصت الوزارة إلى أنه يتعذّر اعتماد مراكز الاقتراع الكبرى ضمن المهل المفروضة في قانون الانتخاب الحالي في ظل الحاجة لاجراء تعديلات قانونية، إضافة إلى العقبات اللوجستية والاجرائية، والحاجات على صعيد الموارد البشرية والمادية، مشيرة إلى أن الوقت المطلوب لانجاز التحضيرات لا يقلّ عن خمسة أشهر تبدأ من تاريخ نشر القانون وإصدار المراسيم التطبيقية عند الحاجة، وأنّ الكلفة الاجمالية للمشروع تبلغ حوالي 5،872،500 دولار أميركي.
يشار في هذا السياق الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان طالب باعتماد “الميغاسنتر” في احدى جلسات مجلس الوزراء قبل فترة قصيرة عقب اثارة “التيار الوطني الحر” مجددا هذا المطلب رغم معرفة الجميع ان الوقت لم يعد يسمح بإعداد البلاد لهذا الاجراء . ولكن رئيس الحكومة طلب من وزير الداخلية اعداد دراسة حول هذا الامر ليتخذ القرار المناسب في ظلها.
لبنان واوروبا
اما على الصعيد الديبلوماسي فغداة تصويت لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة الى جانب الاوروبيين والولايات المتحدة، ضد روسيا وغزوها لاوكرانيا بدا واضحا ان هذا الموقف شكل حافزا إيجابيا لدى الدول الغربية حيال لبنان خصوصا في ظل ازماته الخانقة . وفي هذا الاطار عقد امس وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب اجتماعا مشتركا مع سفراء دول فنلندا والدانمارك والسويد والنروج الذين شكروا للبنان موقفه تجاه الازمة الاوكرانية- الروسية، كما تم البحث في إمكانية تقديمهم هذه الدول المساعدة لإعادة اللبنانيين من أوكرانيا الى لبنان.
وفي السياق، علم ان دفعة جديدة من اللبنانيين يبلغ عددهم 70 شخصا تم اجلاؤهم من اوكرانيا سيصلون الى مطار بيروت فجر اليوم الجمعة، على ان تليهم دفعات اخرى.
اما في بعبدا، فالتقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفيرة فرنسا آن غريو واجرى معها جولة افق تناولت مواضيع الساعة، ومنها، العلاقات اللبنانية -الفرنسية والتطورات العسكرية بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا وموقف لبنان في الجلسة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ظهر امس في نيويورك وما صدر عنها من قرارات. ووضعت السفيرة غريو الرئيس عون في تفاصيل الاتفاق الذي تم بين وزيري الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان والسعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائهما قبل أيام في باريس، على تمويل مشاريع إنسانية أولية عدة لمساعدة الشعب اللبناني تعنى خصوصا بتوفير مساعدة مباشرة لعدد من المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في لبنان ورفع مستوى الرعاية الصحية الموجهة لمكافحة جائحة كورونا وبعض المنشآت التعليمية الأساسية، فضلا عن المساهمة في تمويل اعمال المنظمات العاملة على توزيع حليب الأطفال والغذاء للفئات الأكثر تضررا. وتطرق البحث أيضا الى ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية والتحضيرات الجارية لاجراء الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل وغيرها من المواضيع التي تهم البلدين.