الأخبار: الخارجية تدين «الاجتياح» الروسي: اشهدوا لنا عند واشنطن!

كتبت صحيفة “الأخبار” تقول: في موقف يعكس نقصاً فادحاً في فهم التوازنات العالمية، وقصوراً ينمّ عن غباء في التعامل مع صراعات العالم، تفتّقت «العبقرية» اللبنانية عن بيان، صدر باسم وزارة الخارجية والمغتربين أمس، يدين «الاجتياح الروسي» للأراضي الأوكرانية، متجاهلاً أدنى معايير المصلحة التي تحكم العلاقات الدولية، ووجود آلاف الطلاب ورجال الأعمال والاستثمارات اللبنانية الضخمة في روسيا. أضف إلى ذلك إن المبالغة في الموقف اللبناني المنبطح تجاوزت حتى ما صدر عن دول عربية ذات وزن، لم يتجاوز رد فعلها الدعوة إلى ضبط النفس، ولم يصل إلى حدّ الإدانة. وهو ما يدفع الى التساؤل: من يقف خلف البيان؟ وهل صدر استجابة لضغوط مباشرة من الأميركيين؟ وهل أعمى استجداء الرضى الأميركي «المسؤولين» اللبنانيين عن تقدير أهمية ردّ الفعل الروسي؟

البيان «العبقري» برّر الإدانة بما «شهده تاريخ لبنان الحديث من اجتياحات عسكرية لأراضيه ألحقت به وبشعبه أفدح الخسائر»، وهو تبرير، إذا افترضنا جدلاً صحته، يصحّ أيضاً لإدانة العدوان السعودي على اليمن، ما ألحق باليمنيين أفدح الخسائر وأفظعها. والأفظع أن موقف الخارجية جاء «انطلاقاً من تمسك لبنان بالمبادئ الراسخة والناظمة للشرعية الدولية التي ترعى الأمن والسلم الدوليين، وفي طليعتها مبدأ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وأمن حدودها»… وهي «الشرعية الدولية» نفسها التي تقف يومياً متفرجة على اختراق العدو لسيادة لبنان ووحدة أراضيه وأمن حدوده.

وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن البيان أثار استياءً واسعاً في أوساط الدبلوماسيين اللبنانيين، وتسبّب بحرج شديد لسفير لبنان لدى موسكو شوقي بونصار. إذ تصادف إصداره مع حضور بونصار لقاءً في دارة السفير المصري لمناسبة صدور كتاب عن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وبحضور الأخير وحشد من السفراء العرب. وقد بادر بوغدانوف السفير اللبناني بالسؤال: «هل استشاروا سعادة السفير بالبيان قبل صدوره؟ وهل يعقل أن يصدر بيان كهذا من دون علم رئيسَي الجمهورية والحكومة؟». وأردف: «ألم يكن وزير الخارجية اللبناني (عبد الله بوحبيب) هنا منذ فترة قريبة يطلب مساعدة موسكو في حل مشاكل لبنان الداخلية؟».
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن البيان صدر بعد التشاور بين بعبدا والسرايا الحكومية، فيما أكّدت مصادر عين التينة أنها لم تكن في جوّ البيان ولم تطّلع عليه قبل صدوره.