مع قيام روسيا بالتحرك العسكري داخل أوكرانيا شهدت الأسواق العالمية حالة من الفوضى والترقب في انتظار لما سوف تسفر عنه تلك الأزمة.
ومع دخول الأزمة الروسية الأوكرانية فصولا جديدة فإن ثمة سلع رئيسية ترضخ تحت الضغط من جراء التطور الأخير.
وكانت على رأس هذه السلع النفط والغاز والقمح وأيضا البلاديوم، والتي شهدت جميعا ارتفاعات كبيرة في الأسعار خلال تعاملات اليوم.
النفط.
وقفزت أسعار النفط العالمية متجاوزة سعر 103 دولارات للبرميل، اليوم الخميس، إثر عملية عسكرية روسية على أوكرانيا.
وجاء ارتفاع النفط على الرغم من أن مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قالوا لرويترز إنه من غير المتوقع أن تفرض الإدارة عقوبات على قطاع النفط الخام والوقود المكرر في روسيا.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 6 دولارات للبرميل إلى 103.32 دولار، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس/آب 2014 وفقا لرويترز.
كما قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 5.96% إلى 97.59 دولار للبرميل، وفقا لبلومبرج.
وشهد سعر خام برنت 50% والخام الأمريكي 60% في عام 2021، إذ أدى تعافي الطلب العالمي من تداعيات جائحة كوفيد-19، والمخاوف الجيوسياسية من الأزمة الروسية الأوكرانية إلى الضغط على المعروض.
الغاز
وقفزت أسعار الغاز في أوروبا، منذ تعاملات الثلاثاء، بشكل ملحوظ بعد إعلان ألمانيا تعليق المصادقة على تشغيل مشروع الغاز “السيل الشمالي-2”.
وصعدت العقود الآجلة للغاز في شهر مارس/آذار المقبل في مركز TTF في هولندا إلى مستوى 940 دولارا لكل ألف متر مكعب، بعد أن كانت عند مستوى 937 دولارا. وبذلك تكون الأسعار قد صعدت بنسبة أكثر من 10% مقارنة بإغلاق يوم الإثنين الماضي.
وترسل روسيا ما يقدر بنحو 230 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا كل يوم، ويذهب حوالي ثلثها غربا عبر أوكرانيا.
وينقسم الخبراء حول ما إذا كان من المرجح أن تعطل روسيا جميع صادرات الغاز إلى أوروبا، أو تلك التي تعتمد فقط على أنابيب الغاز الأوكرانية.
وكان مسؤولون أمريكيون أكدوا أن الحكومة تقوم بمناقشات منتظمة مع عدد من الدول والشركات في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا، حول تصدير الغاز الطبيعي إلى أوروبا، في حال أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى نقص الإمدادات.
وتواجه أوروبا خيارات صعبة ودقيقة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة، إذا ما تفاقمت الأزمة الأوكرانية وأدت إلى انقطاع إمدادات الغاز الروسية.
وتستورد أوروبا كميات هائلة من الغاز الطبيعي، تتجاوز 560 مليار متر مكعب سنوياً، ثلثها تقريباً يأتي من روسيا.
ويمر الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب الأربعة الكبرى من روسيا، وتشمل خط نورد ستريم، وخط الترانزيت عبر أوكرانيا، وخط يامال عبر بيلاروسيا وبولندا، وترك ستريم عبر تركيا.
وحول البدائل المتاحة أمام أوروبا في حال تصاعد التوتر مع روسيا، فإن هناك واردات غاز عبر الأنابيب من دول أخرى غير روسيا، أضخمها من النرويج، لكن لا يمكن زيادتها لأنها تضخ بالطاقة القصوى، ويوفر حالياً نحو 20% من إمدادات الغاز الأوروبية.
أما الغاز الأمريكي فيذهب معظمه للاستهلاك المحلي، ولا يمكن مقارنته بالصادرات الروسية أيضاً، وهذا فقط القليل مما يظهر حجم الأزمة وأبعادها.
القمح
ووصلت أسعار القمح العالمية في صباح اليوم عند أعلى مستوى له منذ 2012 إلى 9.26 دولار للبوشل (27.2 كيلو).
وتسيطر روسيا وأوكرانيا على نحو 29% من تجارة القمح العالمية، وفقًا لبيانات CNBC.
ومن المتوقع أن تعصف الأزمة بأسعار القمح في ظل هيمنة روسيا وأوكرانيا على ما يزيد عن 62 مليون طن من صادرات القمح العالمية موزعة بين صادرات روسيا من القمح المقدرة بنحو 44 مليون طن، وصادرات أوكرانيا من القمح 18.1 مليون طن.
وأدت إضافة مخاوف المشترين إلى زيادة الاختناقات اللوجستية في أستراليا، حيث أصبحت جداول الشحن للأشهر الأولى «فبراير ومارس» ضيقة، حيث يتنافس المشترون في آسيا على الإمداد الأسترالي وسط قلة المنافسة من أصول أخرى.
وشحنت أستراليا -خامس أكبر دولة مصدرة للقمح- أكثر من 5.3 مليون طن من القمح بين أكتوبر وديسمبر 2021، بزيادة 58% عن نفس الفترة في 2020.
البلاديوم
كما زاد البلاديوم 1.3٪ خلال تعاملات اليوم ليصل إلى 2514.54 دولارًا للأوقية.
وتقترب صادرات روسيا من البلاديوم الذي يستخدم في صناعة السيارات من 50% من الإنتاج العالمي ما يجعل المعدن منكشفاً بشدّة على مخاطر التخفيضات المؤقتة في الإمدادات الروسية، إذا تصاعد الصراع مع أوكرانيا، وفقا لما قاله المحلل لدى بنك “ساكسو” أولي هانسن.
الذرة.
وصعدت أسعار الذرة اليوم بنحو 5.14% حيث بلغ سعر الطن نحو 716.25 للطن حيث تعد كل من أوكرانيا وروسيا من المصدرين الرئيسين للذرة.
وفيما يلي قائمة بـ10 خامات أخرى متوقع ارتفاع أسعارها بسبب هيمنة روسيا وأوكرانيا عليها:
اليورانيوم
التيتانيوم
المنجنيز
خام الحديد
الزئبق
الفحم
زيت عباد الشمس
الشعير
البطاطس
الأمونيا